الكفاءة أولاً

 

 

 

اتَّخذَ النّبي صلى الله عليه وسلم دليلاً يسلك به طريق الهجرة من مكة إلى المدينة، ويعرفُ خفاياها ويستطيعُ التغلبُ على صعوبة الجغرافيا ,ومفاجآتِ الأرض القاسية، وكانَ هذا الدليل كافرًا وهو عبد الله بن أُريقط اللَّيثي، وقد كانَ اختيارُه ابتداءً بسبب كفاءتِه، ففي صحيح البخاريّ: (استأجر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأبو بكر رجلاً مِن بني الدِّيل وهو مِن بني عَبدِ بن عَدِيٍّ هاديًا خِرِّيتًا -والخِرِّيتُ الماهرُ بالهداية)، وكانَ مأمونَ الجانب.

 

فنجاحُ أيِّ مشروعٍ يقومُ على اختيارِ الكفاءاتِ اللّازمةِ للعمل بغضِّ النّظر عن انتمائها للمشروع ما دامت مأمونة الجانب وتعملُ ضمنَ الآليَّات المرسومةِ لتحقيقِ الأهدافِ المرحليَّة والاستراتيجيّة.

 

مؤسّساتٌ كثيرةٌ فشلَت ومشاريعُ كبيرةٌ أجهضت في ساحة العمل الإسلاميّ بسبب إقصاءِ الكفاءاتِ الّلازمة وعدمِ استقدامِها واستخدامِها بحجّة عدم انتمائِها للتَّنظيمِ أو الجماعةِ أو التيَّار، أو بسبب اعتقاد المُشرِفينَ عليها أنَّ مجرَّد الانتماء للمشروع الإسلاميّ يجعلُهم أكفاءَ في التَّخصصات كلِّها قادرينَ على إدارَتِها وتوجيهِ دفّتِها باقتدار!!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين