الكرد تحت المجهر

 

دراسة عن  خطوة الكرد في الحكم الذاتي

يحتفل الكرد سنوياً في الثاني والعشرين من أبريل بيوم الصحافة الكردي، لمناسبة ذكرى إصدار أول صحيفة كردية باسم "كردستان"، عام 1898، على يد مقداد مدحت بدرخان. والآن، يكتفي الكرد بالوقوف على أطلال التأسيس من دون وجود صحافة وإعلام كرديين مواكبين للعصر.ولم يتم تلافي التقصير بتدريب العاملين ، ولا بتكوينهم مهنيا بل سيستدرجون لنشر ما يلقى إليهم ليمر مشروع الدول المقسمة (بكسر السين ) بسلام 

يقول الصحافي الكردي السوري مسعود عكو لرصيف22، "إن الإعلام الكردي الحالي كَثُر فيه غير المتخصصين، وهذا ما جعل من الصحافة مهنة من لا مهنة له، بالإضافة إلى السيطرة المباشرة للأحزاب السياسية والتنظيمات العسكرية على واقع الإعلام". ومن أخبث هذه الاحزاب  حزب pkk الحزب الذي ولد ونما على مورثات البعث الأسدي ، فشب وشاب على الخيانة لأمتنا بشقيها الكردي والعربي 

 وحين أعلن أكراد سوريا من مدينة الرميلان، شمال سوريا، يوم الخميس 17 مارس / آذار عام 2015، النظام الفيدرالي تحت مسمى "الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا-شمال سوريا". دون مشاورة قوى الثورة التي منحتهم خيرات الحرية  وأنفاس الحياة التي منعهما عنهم الاسد ونظام عبد الناصر ومكونات البعث قرابة 51 عاما 

وهو قرار انفرد به حزب دون مشاورة مكونات المجتمع السوري وهو ما يعد تهورا أقرب منه الى كونه سياسيا عقلانيا 

 فالسياسي الكردي جواد الملّا الذي يمثل شريحة من الأكراد، فقد رآه بداية لاعلان الدولة الكردية

 أما السياسي الكردي أحمد سليمان  فيرى أن الشعب  الكردي يطالب بدولة ولكن الفيدرالية تحل بعض المشاكل 

 أما القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل فيرى أن المشروع ولد بعد تضحيات  مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية 

معلومات مغلوطة

 يسعى مؤيدو قيام الدولة الكردية إلى مجموعة من الأوهام ظنا منهم أن هذه المغالطات تصنع لهم حقا  أوتقرب لهم أملا أوتسوق لهم رؤية وكأن مكونات الشعب السوري لا تقنع بحق الكورد إلا عبر هذه المغالطات منها :

• الزيادة في تقدير عدد الأكراد في سوريا إذ يقدرونه بنحو ثلاثة ملايين ويشكلون قرابة 15% من الشعب السوري ، علما أنهم وفق احصاءات رسمية لا يجاوزون المليون إلا بشيء يسير  أي حوالي 5% 

• تتمركز الأكثرية الكردية في عفرين (في ريف حلب الغربي ) وعين العرب ( في ريف حلب الشرقي ،والمقصود مركز المنطقة ، لانها محاطة بقرى تسكنها أغلبية عربية ) وبعض نواحي الحسكة شرقي سوريا ، في حين نجد القوميون الكرد مدوا  رواق أحلامهم على كامل الحسكة والرقة وريف حلب  وبدأ مسار الحلم يتغلغل إلى أعماق المدن كالشيخ مقصود في حلب وركن الدين في دمشق ونواحي عربية كاملا كما في تل رفعت  .

• نشر دراسات عن تجنيس أمواتا من العظماء بالجنسية الكردية كالنبي أبراهيم عليه الصلاة والسلام 

وابراهيم هنانو ويوسف العظمة مستفيدين من أسلوب الأب لويس شيخو في تنصير الأموات من العرب ليضمهم إلى مواكب المسيحييين  العرب .  

• منذ منتصف عام 2012، استفاد أكراد سوريا من انسحاب  قوات نظام الاسد  من مناطقهم  بالاتفاق مع حزب pkk   واستغلوا ذلك لتوطيد سيطرتهم ذاتياً عليها. وفي 12 نوفمبر 2013، انشأ حزب الاتحاد الديموقراطي، ممثلهم السياسي الرئيسي، إدارة انتقالية للحكم  الذاتي. فما أعلنه الأكراد : يوم الخميس 17 مارس / آذار عام 2015م  ليس فيه عملياً  أيّة خطوة ذات إضافة كبيرة . لا يعدو الأمر كونه إجراءً تنظيمياً جديداً لتوسيع صيغة الإدارة الذاتية المشكّلة سابقاً. 

• الاستفادة من تجربة الحكم الذاتي في العراق التي نشأت جذورها في ظل الحرب الإيرانية على العراق واستكملت بعض بنيانها في ظلال الإحتلا ل  الأمريكي ، هذا الاحتلال الذي سعى لتمزيق العراق وتشكيل بؤر صراع مستدامة على غرار رغبة الاوربيين بتنمية مستدامة ، فلعل إحدى  أركان التنمية المستدامة لدى امبراطورية الشر هي الصراعات الإثنية المستدامة  ، واليوم  pyd  تنتهج مسلك الاستثمار نفسه 

في ظل جبروت خارجي لئيم ممثل بالقوات الروسية والامريكية والميليشيا الايرانية وخبائث قوات النظام 

• نشر دراسات عن كردية مناطق مثل حلب منذ آلاف السنين دون اعتماد على حفائر أثرية أو لقى أو رقم 

أو تاريخ مسلسل ، وهذه المناطق بالضرورة يجب أن تطوق آبار النفط الموجودة في الشرق السوري ، وحتى يصدر النفط بأمان في أرض كردية فيجب أن تضم الدراسات مناطق من الحسكة الى البحر الابيض المتوسط  مقتصة الشريط الحدودي السوري المجاور للدولة التركية  

 

 

الخطوة الكردية وتداعياتها الدولية 

• ترفض تركيا الفكرة تماما وتسعى لافشالها بكل ما تستطيع وفق توازنات القوى الدولية ، في ترغب الولايات الامريكية بذلك  رغم نفيها المعلن وذلك لشدة دعمها لقوات   pyd  رغبة بالضغط على حكومة حزب العدالة والتنمية التركي الذي بدأ يسعى لقرار مستقل عنها وفق مصالح تركيا ، ونظرا لخذلان تركيا من حليفها الامريكي  بدأت تتقارب من اسرائيل وروسيا لتعديل موازين الضغط .

• ستفتح الخطوة الكردية باب شر على سوريا بأن تطالب المكونات الدينية والعرقية كيانات حكم ذاتي مما يفتت الوطن في ظل وعي سياسي منخفض لدى عامة الناس وغياب جيش وطني قوي يحمي الدولة من المغامرين الذي ترتبط مصالحهم بقوى ومصالح دول أجنبية  قوية ولها هيمنة  ومستقرة وفاعلة في الساحة السياسية الدولية 

• ستجعل القوى الدولية اسرائيل قلعة قوية وحصينة أمام الكيانات المفتتة التي تجاورها 

• كل كيانات الحكم الذاتي المصطنعة ستكون كيانات وظيفية على شكل محميات لدول فاعلة  ، وتبقى المنطقة العربية تحت وطأة التأثير الخارجي كلما تصحو من مأزق تقع في غيره ، وتنعكس الصراعات  

الدولية على قوت وسيادة شعوبنا  

• تقوم الدول الداعمة للانقسام على خلق بؤر للصراع  لتضمن سيطرتها مدة مديدة من الزمن لذا سيستولي الكرد على الارض ويهجرون السكان العرب  ليتم دعم العرب واسترجاع أرضهم في حال استقل الكرد بقرارهم بعيدا عن أوامر الدول التي رعتهم لمرحلة من الزمن .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين