القول الجلي في الحسين بن علي

نشهد الله أنا نحبه ونحب نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام وآل بيته الكرام وصحابته الأخيار، ونحب الحسين بن علي وفاطمة رضي الله عنهم، ونراه وأخاه الحسن سيدي شباب أهل الجنة، ونرى أن الله أكرمه بالشهادة إذ قُتل مظلوما هو وثلة من آل بيته الكرام، ونبرأ إلى الله ظاهرا وباطنا ممَّن قتله أوحرَّض على قتله أو رضي به.

نحن أولى بالحسين رمز الأحرار عليه السلام، نحن ورَّاث ثورته العظيمة، نحن الذين لم تتلوَّث أيدينا بدمه الشريف ولم نخنه ولم نتركه لأعدائه ولم نخذله ولم نبعه بعرض من الدنيا قليل،

خلافا لما فعله من يتمسح به ويناديه بعد مقتله نادبا حزينا وقد خذله في حياته...

كما قال القائل:

لا ألفينك بعد الموت تندبني=وفي حياتيَ ما زودتني زادي

وقد اتفق أن قتل الحسين مظلوما شهيدا وقع في يوم عاشوراء الذي خصَّ ببعض الأحكام الشرعية، وورد فيه أحاديث وأخبار رويناها بالإسناد المتصل.

فنحن نصوم هذا اليوم قبل استشهاد الحسين وبعده اتباعا لسنة جده النبي المصطفى المعصوم عليه الصلاة والسلام الذي قال: صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ونفرح فيه بفضل الله ورحمته لموسى عليه السلام حيث نجاه الله من الغرق وأهلك فرعون ومن معه...ولا يتعارض هذا مع حزننا على أبي عبدالله الشهيد رضي الله عنه وأرضاه سبط رسول الله وريحانته من الدنيا ويكفيه فخرا وشرفا هذا الحديث العظيم: ( حسين مني وأنا من حسين... أحب الله من أحب حسينا...حسين سبط من الأسباط).

تنبيه:

نبَّه بعض الأفاضل إلى أن الإسلام لا يدعو إلى تجديد الأحزان ولذلك نفرح بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا نجلس للعزاء مع انه مات في اليوم الذي ولد فيه على المشهور.

فكتبت هذا التوضيح:

جزاكم الله خيرا..

لا ندعو لتجديد الأحزان ولا لاتِّخاذ يوم ما ذكرى للأحزان نجلس فيه وننوح ونلطم ونشق الجيوب او ندمي الرؤوس.. معاذ الله من هذا...

ولكن كل مسلم محب للآل في قلبه حزن وأسى على مقتل الحسين بالصورة التي جرت له ويود لو فداه بنفسه وماله..ولكن كان أمر الله قدرا مقدورا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين