القصص الهادف

 

 

( إحذروا الدنيا فإنها قتالة) 

 

 

القرآن الكريم والأحاديث الشريفة مليئان بالقصص الصادق والهادف.

 

واسمحوا لي اليوم بما سمح به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكر القصص الهادفة والتي وردت عن بني اسرائيل بشرط أن لا تعارض ديننا وقيمه .

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) أخرجه البخاري.

 

عنوان القصة ( إحذروا الدنيا فإنها قتالة). 

نصها :خرج سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام مع رجل من أصحابه للقاء حوارييه في منطقة نائية، وتزودوا للطريق بثلاثة أرغفة أكلا منها رغيفين في بعض الطريق، وفي الليل جاع صاحبه فأكل الرغيف الثالث بدون علم ابن مريم ، فلما أصبحا طلب عيسى الرغيف فلم يجده فسأل عنه صاحبه فنفى علمه به مع العلم أنه أكله، فانطلقا حتى اعترضهما نهر لا جسر عليه فأخذ روح الله بيد صاحبه ومشى به بإذن الله على الماء ، ثم قال له: أسألك بالذي أراك هذه الآية من الذي أكل الرغيف ؟ قال: لا علم لي به !( هذه الأولى).

 

فانطلقا وإذا بقتيل تشخب أوداجه دماً ، فقال السيد المسيح للقتيل: قم بإذن الله فقام ،فقال : من قتلك؟ قال : قتلني فلان، ثم عاد ميتا كما كان . فقال عيسى ابن مريم لصاحبه: أقسم عليك بالذي أراك هذه الآية من الذي أكل الرغيف ؟قال: لا علم لي به!! ( وهذه الثانية) .

 

فانطلقا حتى إذا وصلا كثيباً من الرمل، فقال صاحب المعجزة للرمل: كن ذهباً فإذا به يتلألأ ، فقال رسول الله: أقسم عليك بالذي أراك هذه الآية من الذي أكل الرغيف ؟ فقال: لا علم لي به!!!( وهذه الثالثة) 

وهنا تحرك حب المال في قلب صاحبه، فقال لرسول الله عيسى: لمن هذا الذهب ؟ فقال : هذا ثلث لي، وثلث لك ،وثلث للذي أكل الرغيف !!!

 

وهنا كانت المفاجأة فقال: أنا أكلته، فقال له نبي الله عيسى: هذا فراق بيني وبينك !

 

وذهب عيسى وترك له الذهب، وبقي الرجل لوحده وبينما هو يفكر ماذا يفعل بهذه الثروة وكيف له أن ينقلها جاءه فارسان مسلحان، فلما وجدا الذهب بين يديه وليس معه سلاح أو رجال همَّا بقتله فصالحهما على ثلثي المال بحيث يكون لكلٍ من الثلاثة ثلثه، واتفقا على ذلك فجاعوا فأرسلاه ليشتري لهما طعاما فذهب فوسوس له الشيطان أن يضع لهما سُماً فيه ليأخذ كل الذهب كما وسوس لهما أن يقتلاه إذا جاء بالطعام ليتناصفا المال، وفعلاً تم ذلك، فلما قدم ووضع الطعام بين يديهما قتلاه فوراً ثم أكلا الطعام المسموم ، فماتا من السم وإذا بالثلاثة موتى والذهب لوحده والحصانان واقفان عنده.

 

 هنا أوحى الله إلى عيسى الرسول أن ارجع بحوارييك إلى المكان الذي تركت فيه صاحبك فقد حصل كذا وكذا .

وفعلاً رجع عيسى والحواريون فلما رأوْا الجثث الثلاثة والذهب بجانبهم سألوا : ما هذا ياروح الله ؟ فقصَّ عليهم القصة التي حصلت بغيابه والتي أعلمه الله إياها وعندها قال لهم :

(إحذروا الدنيا فإنها قتالة).

فليحذر الذين يتنافسون عليها سواء كانت مالاً أو جاهاً أو زعامة .

فليحذر الذين يتنافسون عليها على حساب مئات الآلاف من الشهداء وعلى حساب الوطن. 

فليحذر الذين يتنافسون عليها ويدخلون في صفوف المجاهدين لمصلحة النظام وداعش وروسيا

وليعلموا أن مصيرهم قاتم دنيا وآخرة .

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين