الفرق بين المسلم الواعي وبين عوام المسلمين

إن الفرق بين المسلم الصادق الواعي وبين عوامِّ المسلمين كالفرق بين مؤمن آل فرعون وبين عامة بني إسرائيل، فالأول كان يكتُم إيمانه وهو في قصر فرعون، وقد نجَّى الله به موسى –عليه السلام- من القتل المحقَّق، وقال الله تعالى فيه: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}[القصص: 20].

أما هؤلاء الغُثاء الجُهَلاء، وهم ألوف مؤلَّفة، فبعد أن انشقَّ لهم البحر بأمر الله تعالى، وأغرق الله لهم فرعون وجنوده، وأنقذهم من الإبادة الجماعية، إذا بهم يطلبون من نبيهم موسى -لمَّا رأوا في طريقهم عبَدة الأصنام- أن يتخذ لهم صنمًا يعبدونه! وقال الله فيهم: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}[الأعراف: 138].

فيا أيها المسلمون! أنزِلوا المسلم الواعي منزلته، واعرِفوا له مكانته، واستفيدوا من ذكائه وخبرته قبل فوات الأوان!.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين