الغيبة

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل غيبة الكافر من الكبائر؟ وأرجو التوضيح أكثر في موضوع الغيبة؟

وهل ذكر المواقف التي تحدث معي مع أشخاص تعتبر غيبة؟ و هل عدم ذكر اسم الشخص للمستمع لا يعتبر غيبة؟

 

الاجابة

 

وعليكم السلام ورحمة الله

السائل الكريم:

ليس لذكر معاصي الكافر حرمة، فلا يعدّ ذكر عيوبه ومثالبه من قبيل الغيبة الشرعيّة، ولا يكون فيها إثمٌ لذات الغيبة، وقد نهانا الله تعالى عن غيبة (بعضنا بعضا) في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ). ففي قوله: (بعضكم بعضًا) بعد خطاب المؤمنين في بداية الآية إشارة إلى أنّ ترك الغيبة من حقوق المؤمن على المؤمن.

لكن قد يكون في ذكر الكافر الذي لم نُنهَ عن برّه والإحسان إليه بما يكرهه ما يؤدّي إلى إفساد العلاقات الاجتماعيّة، وهذا يقدّره كلّ واحدٍ من الناس بحسب حالة الكافر. فالجار الكافر لا تنبغي غيبته بما يفسد علاقتك به، والمدير الكافر لا تنبغي غيبته بما يفسد عليك مصدر رزقك، وهكذا.

وذكر المواقف والقصص التي تحدث في السرّ قد تكون من قبيل الغيبة، فلا ينبغي للإنسان أن يفشي أسرار الناس؛ خاصة من يستتر منهم عند المعصية، فلا ينبغي إظهارها عنه.

أما حكاية الحادثة لمن لا يعرف الشخص أو دون ذكر اسمه فلا يكون من الغيبة، ما لم يكن في القصة إشارات إلى المتحدَّث عنه.

والبعد عن الغيبة مطلقًا من علامات قوّة الإيمان بالله تعالى، وهو استجابة لأمر الله تعالى. فلتجتنب الغيبة لعلنا نكون من  المفلحين.

والله أعلم


التعليقات