الغزنوي صاحب (تقشير التفسير)

مفسِّر من حلب في القرن السادس الهجري

الغزنوي صاحب "تقشير التفسير"

 

الإمامً المفسِّر الفقيه أبو علي عالي بن إبراهيم بن إسماعيل الغزنوي البَلَقي الحلبي الحنفي (ت 582)، صاحب كتاب "تقشير التفسير"، وهو مختصر لتفسير" الكشف والبيان" للثعلبي (ت 427)، و"الكشاف" للزمخشري (ت 538).

 

وأصل المؤلف من "غَزْنة" من بلاد أفغانستان، والبَلَقي نسبة إلى بَلَق، وهي من نواحي غَزْنة، ثم توجه الغزنوي تلقاء خوارزم ليلقى عالمها أبا القاسم الزمخشري، وقرأ عليه التفسير وكتب عنه، ثم قدم مَرْو ولقي السمعاني (ت 562).

 

قال السمعاني في "الأنساب" (2: 317): "كان من أهل الفضل والعلم، قرأ طرفًا من الأدب والنحو، وجالس العلماء وذاكرهم، وكان يعظ ويحفظ منه جملة وافية، ورد "مرو" وكتب عني "أدب الإملاء والاستملاء"، وسمع جميعه مني، وكان نزل بمرو وأظهر الزهد والتقشف والتخشن، وكان انقطع عني خبره حتى بلغني أنه نزل ترمذ وسكنها".

ثم قدم الغزنوي حلب واستوطنها ودرَّس بها الفقه واللغة والتفسير، وولي رئاسة المدرسة الحدادية بحلب إلى أن توفي بها سنة (582).

والمدرسة الحدادية بحلب في درب سوق الحدادين ابتناها حسام الدين محمد بن عمر بن لاجين، ابن أخت صلاح الدين الأيوبي.

 

ومن تلاميذه في حلب: أحمد بن عبد الوارث القَلْعي (ت 566)، ومحمد بن عبد الباقي المُجمَّعي الحنبلي الموصلي (ت 571) وقرأ تفسير "تقشير التفسير" عليه كاملًا في عدّة مجالس آخرها الثامن عشر من شعبان (ت559)، وعبد الغني المقدسي الدمشقي الحنبلي(ت 600)، والقاضي شمس الدين محمد بن هندي الحمصي (ت 633)، وابن المجَنَ عبد الوهاب بن يوسف الدمشقي(ت 642).

 

وممن نقل عن تفسيره: القرطبي (671)، وابن جُزي الكلبي(741)، والسمين الحلبي(756)، وابن عرفة المالكي(803)، والشهاب الخفاجي(1069)، وابن عجيبة (1244)، والآلوسي (1270).

 

وقال عنه ابن جُزي الكلبي في " مقدمة تفسيره" : "وأمَّا الغزنوي فكتابه مختصر جامع، وفيه من التصوف نكت بديعة".

اعتنى بهذا التفسير وقدَّم له وعلق عليه الدكتور علي مفتاح الشُّنيبي وفقه الله، وصدرت الطبعة الأولى سنة (1443- 2023) في ثلاث مجلدات عن دار المالكية للطباعة والنشر والتوزيع بتونس وبيروت.

 

وأصل الكتاب رسالة علمية نال بها المحقق شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية سنة (2021) في كلية الآداب بجامعة طنطا، وانتهى إلى سورة مريم، ثم أكمل تحقيق الكتاب إلى نهايته. جزاه الله خيرًا ونفع بجهوده.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين