العنف ضد المرأة

بعد الضجة التي صاحبت حوادث الاعتداء الأخيرة على نساء من المجتمع العربي وما صاحبها من دعوات لإنصاف المرأة من كل من هب ودب من الفسابكة الذين باتوا مختصين في كل شيء من الدين إلى علم الفلك، وجدت نفسي مضطرة لكتابة هذا المنشور، فقد أمضيت ثماني سنوات وأنا أبحث في حقوق الإنسان، وحقوق المرأة بشكل خاص.

قمت بالبحث في مواقع الأخبار والمؤسسات المختلفة عن موضوع العنف ضد المرأة اليوم فوجدت التالي:

أعلى نسبة عنف، وقتل ضد المرأة كانت في دول أمريكا اللاتينية/الجنوبية، والهند وروسيا حول العالم.

ثم تأتي كمبوديا. كما ذُكرت بريطانيا وأمريكا الشمالية وكندا من ضمن الدول التي ترتفع فيها الحوادث ضد المرأة.

تقول التقارير أن أسباب العنف تختلف من مجتمع إلى آخر ففي حين أن السبب في أمريكا اللاتينية يعود لكون المرأة امرأة فقط، تجد أنه في المجتمعات الغربية يضرب الرجل زوجته أو صديقته، ولا يضرب ابنته مثلاً.

وباستقراء سريع، أتساءل:

هل السبب هو الفقر؟ أم الجهل؟ أم تعاطي المُسكرات؟ أم عوامل أخرى خارجية لها علاقة بطبيعة المجتمع؟

لو كان الفقر، أو الجهل وحده لما وُجدَ الضرب في المجتمعات الرأسمالية الغنية مثلاً!

ولو كانت المسكرات كذلك لما وُجدَ في المجتمعات العربية المحافظة!

أين الخلل إذاً؟ ولماذا يضرب "الذكر" "الأنثى" في المجتمعات التي لا تدين بالإسلام أكثر من مجتمعاتنا المسلمة؟ بالرغم من أن القرآن الكريم "سمح" بالضرب الخفيف التأديبي بعد استنفاذ جميع طرق الإصلاح (وأكرر جميع طرق الإصلاح التي تنفع مع الإنسان الطبيعي) للزوجة التي تتكبر، وأكرر تتكبر على زوجها وتستعلي عليه بما يجعل استمرار الحياة مستحيلاً، ضرباً، أكرر أيضاً كما جاء في الحديث النبوي، خفيفاً لتكسير كِبْرها لا عظامها! وقد تحتاجه امرأة واحدة من بين مليون وقد لا تحتاجه النساء أبدا!

أعتقد أن غياب الوازع الديني/الأخلاقي هو السبب الأول للاعتداء على النساء، وليس القوانين فقط، لأن الرجل قد يحتال على القانون ويهدد المرأة بما هو أقسى من شكايته.

وقد تكون الدولة فقيرة لا تقدر على إعالة النساء، أو فاسدة تستغلهن، وهو ما يحصل في بعض الدول كما جاء في التقارير الرسمية للمنظمات التي تعنى بحقوق النساء.

لا شك أن للفقر والجهل وغياب العقل، وسوء القوانين، تأثير مباشر على وضع المرأة في أي مجتمع، ولكن كل هذا يمكن التحكم فيه في حال كان باستطاعة الرجل ضبط نفسه عندما يغضب على نسائه، ولا ضابط أقوى من الداخل، ولا أرى أنجح من الخوف من الله ومن حسابه وعقابه في الآخرة، أي الإيمان بالله واليوم الآخر وما بينهما مما يعين الإنسان على أن يحيا حياة طيبة.

لو لم يكن الإسلام ديناً "واقعياً" وعملياً وقابلاً للتطبيق لما خُتمت به رسالة السماء.

لا حل لنا إلا بتطبيق تعاليم الإسلام، ولا حل لهم إلا باستيراد هذه التعاليم منا!

وغير هذا سنبقى ندور في حلقة مفرغة مثل الذي يعبد الأصنام!

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين