العلامة الفقيه فتحي الدريني

 
 
 
وكتبه العبد الفقيرطارق شيخ إسماعيل
 
 
حقاً إن كل مصاب بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلل، لــــــــــكن عندما يكون المصاب مصاب أمة بفقد عالم من ورثة هذا العلم فقيه ثبت أصولي راسخ أديب متضلع صاحب كلمة حق لا يداهن فيما توصل إليه فيه علمه، أستاذ أجيال من نخبة العلماء والقضاة والقانونيين عندما يكون الفقد في هذا المجال ويكون الرجل من هؤلاء الرجال يكون أليما مخزنا شاقا...وعلى من رشف شيئاً من شهد علمه ولامسته عنايته ترفقه وحسن تعليمه وتأديبه
 
إنه أستاذ من أجل أساتذتي في كلية الشريعة في جامعة دمشق،حاضر في جل مواقفي وفي كل ما يعارضني من معضلات ويعترضني من عقبات - رغم بعد الزمان والمكان - بما رسخ فيّ كأحد طلابه من منهجية في البحث العلمي المستقصي والسابر والمحكم الموزون بالموازين الأصولية التي تجاوزت ضيق آفاق التقليديين وجمودهم وجانبت تسييب وتحلل أدعياء الانعتاق والتحرر الفكري بداعية الاجتهاد والابداع ولو كانت علمية يقينية قاطعة دلت عليها قواطع النصوص.... إنه الأستاذ الفقيه الأصولي المحقق المدقق البحاثة الدكتور فتحي عبد القادر الدريني عن عمر يناهز التسعين عاما
 
ولد الدكتور فتحي عبد القادر الدريني في مدينة الناصرة عام 1923، حيث أنهى الثانوية في فلسطين
ثم اتجه بعدها إلى مصر حيث التحق بجامعة القاهرة (كلية الآداب) فحصل على شهادتها بتفوق عام 1950 ومنحه رئيس الوزراء جائزة لتفوقه.
 
ثم التحق بكلية الحقوق فحصل على شهادتها الدنيا والعليا في العلوم السياسية عام 1954 (جامعة القاهرة)
 
ثم حصل على دكتوراه الدولة في جامعة القاهرة (كلية الشريعة) ومكث في تلك الجامعة خمسة عشر عاماً. ثم سافر إلى دمشق حيث عُين مدرساً في دار المعلمين، ثم عُين في كلية الشريعة معيداً حتى سنة 1957 – 1960 حين أرسلته الجامعة في بعثة دراسية إلى مصر حيث حصل على الدكتوراه عام 1965 من جامعة القاهرة (كلية الشريعة) ومكث في تلك الجامعة خمسة عشر عاماً
 
سافر إلى دمشق حيث عُين مدرساً في دار المعلمين، ثم عُين في كلية الشريعة معيداً حتى سنة 1957 – 1960 حين أرسلته الجامعة في بعثة دراسية إلى مصر حيث حصل على الدكتوراه عام 1965 حيث عين أستاذاً في كلية الشريعة، واختارته كلية الحقوق في جامعة دمشق أستاذاً لتدريس مواد ومقارنات، بين الشريعة والقانون، وأصول التشريع الإسلامي (سنوات عديدة)، ثم أصبح عميداً لكلية الشريعة في جامعة دمشق.
 
وبقي مدرساً حتى أحيل إلى التقاعد عام 1988، انتقل بعد ذلك إلى الأردن وفي ذلك يقول: (انتقلت إلى الأردن، بطلب منها، لأني كنتُ أستاذاً لأساتذة كلية الشريعة في عمان، وقت كنت أستاذاً في دمشق، كلية الشريعة، وعينت أستاذاً للدراسات العليا، في قسم الدكتوراه الذي أنشأته في هذه الكلية بطلب من رئيس الجامعة الأردنية، وبقيت ادرس حتى أحلت على التقاعد عام 2001م، وقد ألم بي مرض في الرجلين، ولا يزال، رغم المعالجة وإجراء العمليات، وبقي تعييني مستمراً من عام 1990 حتى عام 2001م، في قسم الدكتوراه الذي أنشأته، فضلاً عن التدريس أيضاً في قسم الماجستير، وكان تدريسي مستمراً حتى في أيام الصيف) كما درَّس في الجزائر (أربع سنوات) وفي السودان (سنتين).
 
مؤهلاته العلمية
 دكتوراه في الفقه الإسلامي وأصوله -درجة الامتياز بمرتبة الشرف الأولى- من كلية الشريعة والقانون - جامعة الأزهر 1965
 
دبلوم العلوم السياسية - دراسات عليا - قسم الدكتوراه - كلية الحقوق - جامعة القاهرة 1954 دبلوم في العلوم القانونية من معهد البحوث والدراسات القانونية التابع لجامعة الدول العربية - القاهرة 1963
العالمية مع إجازة في تخصص القضاء الشرعي - كلية القانون والشريعة - جامعة الأزهر 1951
العالمية مع الإجازة في التدريس - من كلية اللغة العربية - جامعة الأزهر 1952
 دبلوم في التربية وعلم النفس من كلية التربية - جامعة عين شمس 1952 القاهرة
ليسانس في الآداب - بتفوق - من كلية الآداب - جامعة القاهرة 1950
 ليسانس في الشريعة - كلية القانون والشريعة - جامعة الأزهر 1947
 
من كتبه ومؤلفاته
المناهج الأصولية في الاجتهاد في الرأي في التشريع الاسلامي
حق الابتكار في الفقه الإسلامي
بحوث مقارنة في الفقه ااسلامي وهو مقرر السنة الرابعة في كلية الشريعة جامعة دمشق بحنوان الفقه اللإسلامي المقارن مع المذاهب
الحق ومدى سلطان الدولة في تقييده
خصائص التشريع الإسلامي في السياسة والحكم
نظرية التعسف في استعمال الحق
اصول المعاملات ف الفقه الإسلامي
بحوث ودراسات في الفكر الإسلامي المعاصر6مجلدات طبع منها اثنان والباقي على وشك الطبع
النظريات الفقهية
التأويل أصلا منهجيا عقليا تفسير الإمام الطبري
مقرر مادة التربية الاسلامية للثانوية العامة ......في سوريا قبل تعديله
ومما قاله أستاذه الدكتور العلامة طه الديناري عميد كلية القانون والشريعة بجامعة الأزهر وهو المشرف على رسالته في الدكتوراه والتي كانت بعنوان الحق ومدى سلطان الدولة في تقييده.... ((( ومما تبدى لي من خلال إشرافي الدقيق على هذه الرسالة العلمية القيمة أن الأستاذ الدكتور فتحي الدريني ، اصوليُّ ثبت ، وعالم باحث دقيق النظر ، قوي العاضة ، أصيل الرأي متين الحجة ، متوقد الذكاء ، ناصع البيان ، يزين كل أولئك صفاء العقيدة في صدق العبودية.... وفي اعتقادي أن هذا البحث فريد في نوعه ، يعتبر فتحا جديدا للبحوث العلمية في الفقه الإسلامي منهجا وعمقا وأصالة
 
وأما اللجنة العلمية التي عهد إليها تقييم بحثه للنظر فيه وفي مدى أهلية صاحبه للتدريس في كلية الشريعة وهم العلامة الأستاذ مصطفى أحمد الزرقا رئيس قسم القانون المدني والشريعة الإسلامية في كلية الحقوق، والأستاذ الدكتور ماجد الحلواني استاذ اتلقانون المدني في كلية الحقوق، والأستاذ الدكتور يوسف العش عميد كلية الشريعة والأستاذ العلامة محمد المبارك رئيس قسم الفقه الإسلامي ورئيس قسم العقائد والأديان ...(( والخلاصة أن هذه الرسالة تعتبر انتاجا علميا قيما فيه كثير من الابتكار ، وليس فيها على سعتها توسع بالاستطراد إلى بحوث يتضخم بها الحجم دون صلة جوهرية بالموضوع كما يرى في رسائل أخرى . وقد ملأت هذه الرسالة فراغا كبيراً كان يلحظ في هذا الموضوع الهام كلما كتب فيه كاتب أو حاضر فيه محاضر ؛ لأنها أحاطت واستقصت أطراف البحث المتشعبة التي كانت زوايا مغلقة ففتح الدكتور فتحي اغلاقها ونبش ما فيها من أسس وقواعد وعرضها عرضا وافيا متناسقا فقامت نظرية كاملة فسَّرت أحكام الفقه الإسلامي في كثير من مقرراته غير المفسرة وبينت قابيلياته غير المحدودة لإمداد العصور بالتشريع الوافي بالحاجات المتطورة ورسمت الطريق السوي للقضاء العادل في ظل الفقه الإسلامي . وإن هذه الرسالة تعتبر نتاجاً علمياً ممتازاً يرتقي بصاحبه إلى أهلية التدريس في كلية الشريعة في جامعة دمشق، وهو ذو جدوى كبيرة ، وقيمة علمية قيمة، ليس بالنظر إلى الفقه الإسلامي فقط ؛ بل بالنظر إلى القانون الوضعي الذي يفيد كثيرا مما فيها من ثروة عظمى في النظام القانوني من الشريعة الإسلامية)).
 
ومما سمعته منه رحمه الله تعالى في موضوع غلق باب الاجتهاد...(( الاجتهاد باب فتحه الله تعالى ولا يغلقه غيره..باب فتحه ولا زال مفتوحا وسيبقى إلى يوم القيامة...لكنه مفتوح لأهله ممن يملك مؤهلاته لا يدخله أصحاب القرون الكبيرة وكل من هب ودبَّ))
 
ومما يذكر أن له أخا يدعى أبو جرير الدريني ويعمل في الإذاعة الإسرائيلية وذات مرة سأله أحد الطلبة عنه فقال: أنا برئ منه براءة الذئب من دم يوسف ))
 
من أعز زملائه في الجامعه شيخنا الدكتور محمد فوزي فيض الله، ولقد ذكر لي يوما أنهما كانا بعد الإجازة قد سجل كل منهما في معهد القضاء الشرعي وكانا يتناوبان على الحضور فيه، ويتبادلان المحاضرات حتى لا يفوتهما الخير ويغتنما الوقت فسبحان الله لعلو الهمة والحرص على العلم و الخير....