العزوف عن الزواج وتمكين الرجل

الزواج الحاجة الفطرية والغريزية تم تشويهها اليوم بطريقة ممنهجة ووضعت العوائق الكثيرة وبنيت السدود العالية أمام إشباعها.

بالمقابل نجد أن فلسفة الحرية الشخصية والثقافة الجنسية الحرة والمنفلتة من أي عقال تم تعزيزها في المجتمعات الغربية بشكل صارخ حتى تجذرت وطال ساقها وغلظ وعسا، ولم تعد نسائم الفطرة السليمة تحرك مشاعر الشباب والشابات في حين نجد ريح الشهوة العارمة تعصف بعقولهم.

هذه الثقافة الغربية المنحلة أخلاقيا تم تصديرها إلى أوطاننا ومجتمعاتنا العربية عبر وسائل الإعلام والتواصل المتنوعة بدءا من الكتب والروايات والمجلات وقصص الحب والغرام المحرم، مرورًا بالمسلسلات والمسرحيات والأفلام انتهاء باليوتيوب وفيسبوك والتشات والمنصات المختلفة.

كل هذه المؤثرات وغيرها من سياسات الأسرة المجحفة بالرجل والجمعيات النسوية الصارخة زورا بحقوق المرأة والطفل، واتفاق سيدوا، وورش تمكين المرأة جعل الرجل يجبن عن اتخذاذ قرار الزواج المبكر، وإن كان قادرا ماديًا، فهو يلهث وراء فتاة أخلامه التي سيعيش معها الحب ويصارع للحصول عليها مستمتعًا بها في فترات التحصيل الدراسي والجامعي وفترة البحث عن العمل.

هذا بالنسبة للبعد الثقافي والصورة الذهنية للأسرة والمرأة والحب في عقول الشباب والمراهقين.

فقد باتت صورة الأسرة والعلاقة الثنائية وفلسفة الحياة بين الجنسين قائمة على أساس جنسي بحت، وهذا الإشباع الجنسي يمكن الحصول عليه بطرق شتى بعيدا عن الالتزامات المادية والاجتماعية المرهقة.

وهذا يقودنا إلى الجانب الآخر وهو العجز المادي لدي الكثير من الشباب، فترى في شوارع القاهرة ومراكش وتونس وعمان وبغداد ألوفا من الشباب الجامعيين العاطلين عن العمل، الخاوين اليدين من حرفة أو صنعة تقيهمهم العوز والفاقة.

وهذا المصير البائس الذي يعيشه هؤلاء الشباب هو نتيجة أوضاع اقتصادية أكثر بؤسا منهم.

والحل يمكن في مراجعة سياسات الإعلام بحيث ترسخ القيم الأسرية وتحليها في أعين الجيل، وتقبح لهم العلاقات المحرمة والآثمة وتجرم العابثين بها من الساقطين على خشبات المسارح الراقصة هنا وهناك، الذين تشتعل الأضواء المبهجة بل الحارقة لتفاهاتهم.

وكذلك مراجعة القوانين المتعلقة بالأسرة، وإنصاف كلا الطرفين الرجل والمرأة، وضمان حقوق الجميع بما تكفله لهم الشريعة الإسلامية التي هي المصدر الوحيد _زعموا_ للأحوال الشخصية.

وكذلك مراجعة سياسات التعليم واختصار الزمن الطويل للوصول إلى الجامعة،ودفع الشباب إلى التخصصات التي تمكنهم من تأمين العيش الكريم لهم ولأسرتهم في سن العشرين لا الثلاثين ودعم التعليم المهني والصناعي والزراعي.

وهنا تبرز صعوبات جمة كون مجالات الصناعة والزراعة والخدمات منهار بشكل شبه كامل في كثير من البلاد

وأخيرا أذيل بضرورة تمكين الرجل نعم يا سادة تمكين الرجل، الذي كلفه الله بالإنفاق وفضله به وبما حباه من طاقات عقلية وجسدية لصيانة الأسرة امرأةً وأطفالًا من الوقوع في وحل الحياة القاسية.

إن الجريمة الكبرى التي ارتكبت اليوم بحق الشباب هي سياسات تعجيز وتركيع الرجل، وسياسات تعزيز وتمكين المرأة

الرجل يرى نفسه عاجرًا وضعيفًا فلماذا تأمرونه بالإقدام لهدم أسوارٍ أنتم (المجتمع) بنيتموها أمامه!

وكل هذه السياسات الشيطانية المعادية للفطرة السليمة والمعززة للحرام والمانعة والمعسّرة للحلال ستقود المجتمعات العربية إلى سلسلة من المشكلات والكوارث.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين