العدوّ الأكبر: روسيا أم أمريكا؟

 

أصل هذه المقالة سؤال سألَنيه أخٌ فاضل قبل أيام، قال: ما رأيك بالتسريبات الأخيرة التي تحدّثت عن توافق روسي أمريكي بشأن الثورة السورية؟ ثم سألني أخ ثان فقال: كنا نظن أن روسيا وأمريكا على خلاف وأنهما تتصارعان للسيطرة على سوريا، لكن يبدو -مما نراه مؤخراً- أن ما بينهما من اتفاق يفوق ما بينهما من اختلاف، فما حقيقة ذلك، وأيّهما الدولة ذات النفوذ الأكبر في سوريا؟ ثم جاء السؤال الأخير: أي الدولتين أشد عداء لسوريا والسوريين؟

 

-1-

 

سأبدأ بالسؤال الأخير لأنه الأسهل. ولكي لا أكرر شيئاً كتبته من قبل (وما أكثرَ ما كتبت في هذا الموضوع) سأختار فقرتين من مقالة قديمة عنوانها "هلاري كلنتون: شكراً جزيلاً"، نشرتها قبل أربع سنوات (بتاريخ 4/11/2012)، قلت في أولها: "إن لي أصدقاء ما يزالون يجادلونني كلما كتبت عن الولايات المتحدة كلمة أو ذكرتها بسوء، وأنا حائر كيف أقنعهم بأن أمريكا هي عدو سوريا الأكبر، وبأنها هي أسوأ خصوم الثورة السورية وأكثرها أذى، لا روسيا ولا الصين ولا إيران ولا سائر العالم بشرقه وغربه، فأسعفتني السيدة كلنتون أخيراً وقدمت الدليل. ألا تستحق الشكر الجزيل؟"

 

ثم قلت في آخرها: "أيها الأمريكيون: نعلم أنكم ما تزالون تعبثون بسوريا منذ ثلاث وستين سنة، وأنكم قضيتم على استقلالنا الوليد ولمّا يُتِمّ ثلاثَ سنين، وأنكم اخترتم لشعب سوريا الكريم العظيم أسوأ مجرمي الكوكب فسلطتموهم على رقبته منذ ذلك الحين. نعلم أن أحداً لم يؤذِ سوريا خلال القرون الخمسة الأخيرة كما آذتها أمريكا في نصف القرن الماضي، ونعلم أنكم لن تتوقفوا عن العبث بسوريا ولن تتركونا لنعيش بسلام".

 

ما سبق هو خلاصة المسألة، وهو رأي حملته منذ دهر ولم أشكّ فيه في أي يوم من الأيام، ولئن أدرك كثيرون من أهل سوريا هذه الحقيقةَ متأخرين فقد عرفها أطفال فلسطين والعراق وأفغانستان من زمن بعيد، وآنَ لها أن تصبح "ثقافة شعبية عامة" في جميع بلدان المسلمين.

 

-2-

 

ننتقل إلى السؤال الثاني: ألا ينبغي أن تكون سوريا محل تنازع على السيطرة والنفوذ بين الدوليتن؟ فما تفسير التوافق الروسي الأمريكي في إدارة الملف السوري؟

 

الجواب يحتاج إلى رؤية غير تقليدية، فنحن نقع غالباً أسارَى لأحد طرفَي ثنائية مشهورة: هل تخضع هذه الدولة أو تلك للنفوذ الروسي أم الأمريكي؟ بشكل عام نجد جواباً واضحاً لهذا السؤال في معظم الحالات، فدول أوروبا الشرقية كانت تحت النفوذ الروسي (السوفييتي) لوقت طويل ومعظم دول أمريكا الوسطى واللاتينية وقعت تحت النفوذ الأمريكي بحكم الجوار، لكن سوريا حالة استثنائية، فهي لم تكن في أي يوم أرضَ نفوذ أمريكية خالصة ولا أرضَ نفوذ روسية خالصة.

 

من خلال استقراء دقيق لتاريخ سوريا المعاصر -بدءاً من انقلاب حسني الزعيم الذي رعَتْه المخابرات الأمريكية وكشف تفاصيلَه الكاملة مايلز كوبلاند في كتابه الشهير "لعبة الشعوب"- فإن المرء يصل إلى استنتاج غريب نوعاً ما: لقد سيطرت أمريكا على سوريا أولاً ، ثم سمحت لروسيا بأن تسيطر عليها جزئياً "بالباطن" خلال العقود التالية.

 

السبب الذي دفع أمريكا لهذا التصرف الغريب هو حرصها على القبض على مفاتيح سوريا الكبرى في يدها، دون التورط المباشر في النزاعات المحلية أو الإخلال بميزان القوى وخرائط توزيع النفوذ في منطقة الشرق الأوسط. بالنتيجة صارت الكلمة العليا في سوريا للأمريكيين الذين لم يطلبوا فيها سوى مصالح محدودة حصلوا عليها دائماً، ويمكن اختصارها في ثلاث: (1) أمن إسرائيل. (2) الممرات الجوية المفتوحة للطيران الأمريكي. (3) التعاون الأمني، ولا سيما فيما يسمى الحرب على الإرهاب.

 

-3-

 

بعد ضمان تلك المصالح تركت أمريكا سوريا لروسيا لتستفيد منها عسكرياً واقتصادياً، فصار الظاهر أن سوريا دولة اشتراكية تدور في الفلك الروسي، لكن الحقيقة أنها كانت على الدوام تحت السيطرة الأمريكية والإسرائيلية أولاً، ثم بعد ذلك ضمن الاستغلال الاقتصادي والعسكري الروسي.

 

وهكذا آل الأمر إلى الحالة الراهنة، حيث تحرص روسيا على الدفاع عن مصالحها التاريخية في سوريا، لكنها لا تستطيع أبداً تجاوز القيادة الأمريكية التي تمسك خيوط اللعبة الرئيسية في الإقليم كله، بما فيه سوريا. من هنا ظهر في كثير من الأحيان أن بين الدولتين نوعاً من الصراع على النفوذ، لكن الحقيقة أنه تنافس محدود على زيادة المكاسب وتوسيع مساحة المناورة من طرف الروس، دون أن ينجحوا في وقف المشروع الأمريكي بالمطلق أو كسر الاحتكار الأمريكي لإدارة ملف سوريا والإقليم.

 

ويتضمن المشروع الأمريكي الخبيث في سوريا خمسة أهداف رئيسية:

 

1- حماية النظام والمحافظة عليه (بغض النظر عن مصير الأسد بشخصه أو بأسرته، حيث يمكن التضحية به وبها بشرط أن تحلّ محلها أسرةٌ علوية غيرها).

2- استمرار حالة السلام غير المعلن مع إسرائيل، والمحافظة على أمنها وحماية حدودها الشمالية من التهديد والاختراق.

3- استمرار العلاقة الإستراتيجية والتعاون الأمني بين النظام السوري وأمريكا، ولا سيما فيما يسمى "الحرب على الإرهاب".

4- فصل الإقليم الكردي في إدارة ذاتية أو دُوَيلة شبه مستقلة ترتبط بسوريا فدرالياً أو كونفدرالياً (والثاني هو الأرجح).

5- تكريس الدكتاتورية والاستبداد، وتعطيل الحياة السياسية البرلمانية والحيلولة دون ولادة نظام شعبي يعتمد على الإرادة الحرة لجمهور السوريين (وهو هدف تجتمع عليه أمريكا مع بعض "الإسلاميين" الذين يحملون منهج القاعدة أو يتأثرون بأفكارها وأفكار منظّريها الكبار).

 

-4-

 

خلال عهد الطاغية البائد الطويل، حافظ الأسد، كان أمن إسرائيل أولوية مطلقة، فتمّ تسليم الجولان للعدو بلا مقابل، وكُرِّس وقفٌ دائم للأعمال القتالية، ولم يُسمَح لأي فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية بالاقتراب من الحدود (بخلاف ما حصل في الأردن ولبنان) وكل من تجرأ على تجاوزها والقيام بأي عمل عسكري -مهما يكن متواضعاً- انتهى في الباستيلات السورية ولقي أشد العذاب. لعل بعض قرّاء هذه المقالة يذكرون شهادة المدرب العراقي هلال عبد الرزاق، وقد كان مدرباً لفريق كرة السلة في نادي الجماهير بحماة عندما اعتُقل عام 2000 (لأن اسمه وُجد في دليل هاتف أحد المعتقَلين!) وأمضى سنة في فرع فلسطين.

 

تحدث الرجل عن أنواع "الجرائم" التي اعتُقل بسببها مئاتُ الأبرياء في ذلك المعتقل الرهيب، وتحدث عن أنواع التعذيب التي تتناسب مع تلك الجرائم، على أن ما لفت انتباهي -حينما قرأت شهادته قبل عشر سنوات- أن أشد الناس عذاباً كان الذين هدّدوا أمن إسرائيل! لكي لا أبالغ سأنسخ كلماته بحروفها؛ قال: "كانت معنا مجموعة تضم نحو 28 من الشباب السوريين والفلسطينيين الذين تجاوبوا مع الانتفاضة الفلسطينية فقاموا بمحاولة فاشلة لتهريب بعض الأسلحة إلى الأرض المحتلة، وكنا نستغرب أن يتميز هؤلاء عن غيرهم بأشد أنواع التعذيب في قلعة الصمود والتصدي، وتحديداً في "فرع فلسطين"!

 

أما التعاون الأسدي الأمريكي في الحرب المزعومة على الإرهاب فقد أضحى من الحقائق القطعية التي يعرفها العامة والخاصة، ولعل القصة الشهيرة للسوري الكندي ماهر عرار (الذي سلّمته أمريكا لسوريا لانتزاع اعترافات منه في السجون السورية) مجرد مثال صغير من سجلّ تعاون كبير طويل، وهو تعاون شرير يربط أمريكا بدول كثيرة منها مصر وموريتانيا والمغرب والأردن والعراق، وقد تكشّفَت كثيرٌ من خفاياه الرهيبة خلال السنوات الأخيرة.

 

بقيت المصلحة الثالثة التي ذكرتها آنفاً من مصالح أمريكا في سوريا، وهي الممرات الجوية المفتوحة للطيران الأمريكي في كل الأوقات، وسوف أثبت هنا شهادة شخصية سمعتها من ضابط كبير منذ سنوات طويلة، أخبرني أن قيادة الدفاع الجوي (سلاح الصوايخ) كانت تتلقى برقيات من وزارة الدفاع الأمريكية "تأمر" بمنع الطيران في بعض الممرات الجوية وإغلاق الرادارات في السماء السورية في أيام وأوقات محددة (من الساعة كذا إلى الساعة كذا) نظراً لانشغال المجال الجوي السوري بمرور طائرات عسكرية أمريكية!

 

لقد ثابر الطاغية البائد حافظ الأسد على رعاية وحماية المصالح الأمريكية وكان عبداً مطيعاً لأسياده الأمريكان على الدوام، فكافؤوه بالدفاع عن نظامه وحمايته من الأخطار. وإني لأتذكر الآن -وأنا أكتب هذه الكلمات- أحد أعداد مجلة "الوطن العربي" وقد حمل غلافُها عنواناً كبيراً عن إحباط الاستخبارات الأمريكية محاولةً انقلابيةً ضد حافظ الأسد. كان ذلك في يوم ما في أواسط الثمانينيات، لم أعد أذكر التاريخ الدقيق بعد هذه السنوات الطويلة، وكانت "الوطن العربي" من مجلات البعث العراقي المعارض للنظام السوري، أصدرها وليد أبو ظهر في باريس بتمويل من صدام حسين، وقد اهتمّت بكشف حقيقة النظام السوري "العميل" لأمريكا والغرب، وكشفت -على مرّ السنين- الكثيرَ الكثير من سوءات طاغية الشام البائد حافظ الأسد، عليه وعلى ابنه لعنة الله.

 

-5-

 

عندما ندرك خفايا العلاقة الأسدية الإسرائيلية سنعرف لماذا قال رامي مخلوف في لقائه الشهير مع جريدة واشنطن بوست في أيام الثورة الأولى: "إن أمن إسرائيل من أمن النظام السوري، وإن أي مكروه يصيب الأسد سيصيب إسرائيل". ثم كرر نائب وزير الخارجية الإيراني المعنى نفسَه بألفاظ أخرى: "إن سقوط الأسد سيشكل خطراً كبيراً على أمن إسرائيل". وفي هذا السياق نفهم سبب حرص وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت على المشاركة في تشييع حافظ الأسد، حيث كانت في طليعة المعزّين وألقت على الطاغية الراحل نظرة الوداع الأخير، ثم رثته بعبارات تحمل الكثير من المودة والإعجاب.

 

اقرؤوا ما يلي ثم احكموا: هل هو كلامُ عدوٍّ عن عدو أم صديقٍ عن صديق؟

 

"قالت أولبرايت إن الولايات المتحدة تريد من بشار الأسد أن ينفتح بسوريا وأن يسير على خطى والده الراحل الرئيس حافظ الأسد كمدافع عن السلام في الشرق الأوسط... لقد اتخذ الرئيس الأسد قراراً إستراتيجياً من أجل السلام وفي مختلف المفاوضات التي أجريناها معه، ومع أننا لم نتوصل إلى السلام فإنني أعتقد أنه كانت هناك بعض المؤشرات الإيجابية... من المهمّ أن يسير بشار الأسد على خطى والده... من الضروري أن تكون سوريا جزءاً من حل إقليمي في الشرق الأوسط نبحث عنه جميعاً، طريق تحقق فيه المنطقة كلها الرخاء وتكون إسرائيل جزءاً لا يتجزأ منه... مع أننا اختلفنا مع الرئيس الراحل حافظ الأسد في بعض القضايا فإن الرئيس كلنتون كان يحترمه... من المناسب جداً أن نشيد بشخصية تاريخية وأن نعبّر عن تعازينا لشعب سوريا... لقد لعب الرئيس الأسد دوراً مهماً في الشرق الأوسط، ولن يغيّر رحيله من الحاجة الملحّة لأن تسعى كل الأطراف من أجل سلام شامل".

 

تلك الرعاية الأمريكية الأبوية الحانية استمرت بعد موت الأسد الأب وكانت من أهم أسباب بقاء الأسد الابن في الحكم حتى اليوم.

 

لقد بدأ العهد الجديد بمباركة أولبرايت (اليهودية) التي عبّرت عن ارتياحها لولاية بشار الأسد العهدَ بعد أبيه، فالتقت به أولاً خلف أبواب مغلقة لقاء طويلاً يبدو أنها لقّنته فيه واجباته التي تنتظر أمريكا منه الوفاء بها، ثم خرجت لتعلن أن "بشار الأسد يتمتع بتصميم كبير وهو مستعد لإتمام واجبه"، وأنه "حريص على اتباع نهج والده الذي اتخذ قراراً إستراتيجياً لصالح السلام"، وأن "الرئيس الجديد حريص على استئناف مباحثات السلام مع إسرائيل". بعد التصريحات الإيجابية المرحِّبة التي صدرت عن وزيرة الخاريجة الأمريكية بأوضح العبارات سارعت حكومات العالم المختلفة إلى التهنئة بالعهد الجديد، وكأنها مجموعة موظفين تنتظر التعلميات.

 

-الخلاصة-

 

لقد كانت الولايات المتحدة هي العدو الأكبر للثورة السورية لأنها قررت أن الأسد يجب أن يبقى، أو أن نظامه يجب أن يبقى في أسوأ الاحتمالات، ثم سعت لتنفيذ هذا القرار بكل الوسائل القذرة التي يعرف الناس بعضَها ولا يعرفون بعضَها الآخر، فصادرت الأسلحة النوعية التي أرسلها ثوار ليبيا لثوار سوريا عام 2012، ثم أنشأت غرفاً للتفتيش في تركيا والأردن ووظّفت فيها عملاء من الاستخبارات الأمريكية لمصادرة كل سلاح من شأنه تغيير موازين القوى لصالح الثورة، وعرقلت بكل قوتها المشروع التركي لإنشاء منطقة آمنة في الشمال المحرر، ومنعت تنفيذ أي مشروع لحظر الطيران في السماء السورية، ومنحت إيران الضوء الأخضر لاحتلال سوريا، وتفاهمت مع روسيا على ضرب الفصائل المعتدلة، وحالت دون قتال داعش وقطعت الدعم عن كل الفصائل التي قاتلتها في شمال سوريا وفي جنوبها، وأنفقت مئات الملايين على التجسس والتجنيد، وتآمرت مع الأكراد ودعمت مشروعهم الانفصالي على كل صعيد.

 

النتيجة المهمة التي نصل إليها أخيراً: صحيح أن روسيا عدو لسوريا، لكن العدو الأسوأ كان وما يزال هو شيطان العصر الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية. معرفتنا بهذه الحقيقة مهمة جداً لأنها تترتب عليها فائدتان كبيرتان: سنأخذ حذرنا منها (هم العدو فاحذرهم)، ولن نثق بها ولا بوعودها ولن نستأمنها على ثورتنا وقضيتنا، لأننا لو فعلنا سنكون أشدَّ بلاهةً وغفلة من راعٍ استأمن الذئبَ على غنمه.

 

الفائدة الثانية هي توسيعُ مساحة المناورة وكسرُ احتكار إدارة الملف السوري. حتى الآن ما تزال أمريكا (العدو الأكبر لسوريا) هي اللاعب الرئيسي في سوريا، وهي "المدير العام" للمشروع السياسي الذي يُراد له أن يُنهي ما يسمى "الأزمة السورية". وإنما صارت أمريكا كذلك لأننا نحن الذين جعلناها كذلك. نحن -القوى السياسية والقوى العسكرية في الثورة- سمحنا لهذا الوضع أن ينشأ وأن يستمر، نحن قبِلْنا أن تمثل أمريكا دور الصديق فواصلناها وأن تمثل روسيا دور العدو فقاطعناها، وكلتاهما في العداء سواء، إنما إحداهما عدو جليّ والثانية عدو خفي، فما الفرق بين عدو خفيّ وعدو جليّ؟

 

في السابع والعشرين من تشرين الثاني 2012 نشرت مقالة عنوانها "كيف تعاملت أمريكا مع الثورة"، قلت في آخرها: "ما الهدف من كتابة هذا كله؟ إن المعلومات المجردة لا تفيد ما لم يَنتج عنها عمل، ومعرفتنا بخفايا وأسرار علاقة أمريكا بثورتنا من شأنه أن يكشف لنا العدو الحقيقي، فنعيد ترتيب أعدائنا ونعرف أن العدو الأكبر لنا لم يكن روسيا وإنما هو الولايات المتحدة".

 

وأقول اليوم بعد نشر تلك المقالة بأربع سنوات: إذا جاز لنا أن نتصل بأمريكا ونتحاور معها ونحاول انتزاع أكبر قدر ممكن من مصالحنا منها، وهي العدو الرئيسي لسوريا والسوريين، فلماذا لا يجوز أن نتصل بروسيا ونتحاور معها لانتزاع أكبر قدر من مصالحنا منها، وهي عدو أقل من أمريكا عداوةً لسوريا والسوريين؟

 

لقد آن الأوان لإنهاء الوصاية الأمريكية على الثورة، آن الأوان لكسر الاحتكار الأمريكي لإدارة الصراع في سوريا وفرض الحل الأمريكي على سوريا والسوريين. آن الأوان لنعلم أن الكل أعداء، وأن أمريكا هي العدو الأكبر على الإطلاق.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين