الظلم مرتعه وخيم

 

منشوري اليوم نهايته تختلف عن بدايته فاصبروا علىَّ قليلاً

1--أما بدايته فهي :

إعرابٌ ( مختصر ) لجملة :

الظلم مرتعه وخيم 

الإعراب :

الظلم مبتدأ 

مرتعه :

مرتع مبتدأ ثاني والهاء مضاف إليه 

وخيم: خبر للمبتدأ الثاني ( مرتع)

وجملة (مرتعه وخيم ) خبر للمبتدأ الأول ( الظلم ) 

2--وأما نهاية منشوري 

فتقول :

الظلم مصنع الإرهاب 

كثيرة تلك الأسباب التي توجد الإرهاب 

لكن أعظم سبب لوجود الإرهاب هو الظلم 

ومن البداية يجب علىّ أن أنبه إلى أنه لايصح ولا يجوز للإنسان المسلم المظلوم أن يأخذ حقه عبر الإرهاب، والخروج على الدولة ومؤسساتها، ولا الخروج على الأمة وثوابتها ومعلوم أن ثورة السوريين تعتبر استثناءً في هذا المقام لأسباب ومبررات ذكرتها سابقاً

وأنا مؤمن بمبدأ أن الغاية النبيلة لا تبرر الواسطة السيئة 

ولكن الحقيقة الواقعة المشاهدة الآن أن مظلوم اليوم لم يعد يريد الوصول إلى حقه، بل الذي يريده مجرد الانتقام لحقه ولو لم يستفد شيئاً هكذا وبدون فائدة فتراه يفجر ويدمر ويقتل بر الأمة وفاجرها ولا يتحاشي من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده وهكذا ... حتى إنه يقتل نفسه وينتحر . 

------------

نعم الظلم مرتعه وخيم 

-------

وخيم دنيا وآخرة وليس أوخم من أنه ينتهي بالإرهاب في الدنيا، وأما في الآخرة فالظلم ظلمات يوم القيامة)

وإذا كان الله وهو الله سبحانه والذي لا يحرم عليه شيء قد حرم الظلم على نفسه كما جاء في الحديث القدسي الصحيح :

( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) 

الله أكبر كم لهذه الكلمات الكريمة من معاني بعيدة 

والمشكلة اليوم أن المجتمع الدولي الظالم قرر القضاء على الإرهاب، لكنه ترك الظلم الذي هو مصنع الإرهاب تركه مفتوحاً ويعمل بكل طاقته وخطوطه الإنتاجية 

والأمر الآخر: أن هذا المجتمع الظالم سمح بفتح مصانع الإرهاب في ديار المسلمين فقط نعم فقط وذلك عن طريق إيقاع أشد أنواع الظلم عليهم في فلسطين في سورية في العراق في وفي....

ثم ألصق صفة الإرهاب بدين لا تشتم منه ولا من نصوصه ولا من معتنقيه الحقيقين ولا من تاريخه أية رائحة للإرهاب 

فيا أيها العقلاء والعلماء في هذه الأمة: أنتم مطالبون بالقضاء على الظلم في الأسرة، وفي العمل، وفي المدرسة، وفي الدولة، وفي كل مكان 

أنقذوا هذه الأمة من هذا الإعصار المدمر ( الظلم ) 

وختاماً: فأجيالنا اليوم مطالَبة بأن تتبرأ من كل ما يصفها بالإرهاب حتى ولو ظُلِمت

وأن تبقى عند ثوابتها وتحقيق تطلعاتهابالأساليب الأخلاقية والشرعية 

وأن لا تُسقِطَ الأجيالُ الإسلامية هذه الأمة ولا هذا الدين في مستنقع الفوضى الخلاقة التي أرادوها لنا 

وليعلم شباب هذه الأمة أن برمجة الظالمين لهم اليوم تقتضي أن يكونوا وقودا لمعركة لا يدري القاتل فيها لِمَ قَتَل ولا المقتول فيها لِمَ قُتِل؟

اللهم انتصر للمظلومين من ظالميهم 

وفرج عن المظلومين أينما كانوا خصوصاً في شامنا الحبيب.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين