الطلاق في حالة الغضب

نص الاستشارة :

منذ ٨ سنوات في أول الزواج حدث خلاق مع زوجي قال لي انت طالق وبعد سنتين في رمضان كان صائما قال لي انت طالق ومن فترة قصيرة حدث خلاف كبير وقال لي انت طالق طالق وراء بعضهما، علما أنه شخص عصبي لدرجة الجنون ويفقد عقله حين يغضب.. علما أن الطلاق الثاني والثالث كان لايجامعتي مدة طويلة أشهر متعددة بدون جماع والآن هو مصر على البقاء معي وعدم الاعتراف بالطلاق ويقول الاثم برقبتي لان لم تكن نيتي الطلاق .. ملاحظة لم نقم بأي اجراء شرعي كل المرات .. ماهو الحكم الشرعي

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

السؤال عن الطلاق وأحكامه من أهمّ الأمور التي لا ينبغي للمسلم أن يكتفي فيها بمعلوماته الشخصية، ولا يجوز أن يؤجّل السؤال سنين بحجّة، فقد يقع الطلاق الأول أو الثاني بائنا وإن كان أول مرّة، فالواجب أن يسأل الزوجان عن حكم ذلك وأن يوثّقاه عندهما، ويشهدا عليه من يثقان بدينه وأخلاقه، فإن الإنسان قد ينسى وقد يدفعه الشيطان إلى الإنكار! فلا ينبغي التساهل في تسجيل حالة الطلاق وتثبيتها عند الزوجين وعند من يثقان به.

وأمّا الطلقات التي أوقعها زوجك عليك فظاهر الألفاظ التي ذكرها تدلّ على وقوع الطلاق منه إلا إن كان يصل إلى حالة الإغلاق فلا يقع حينها كما ذهب كثير من العلماء، والمقصود بحالة الإغلاق ألا يعلم ما يقول، وإذا ذكّر لا يتذكّر، فإذا قيل له: طلّقت امرأتك؛ يقول: لم أطلّقها، لا كاذبا بل غافلا ساهيا عن كونه طلّق أصلا. فمثل هذا لا يقع طلاقه على قول كثيرين.

فإن كان زوجك في حالة إغلاق وذهول حين الطلاق، بحيث لا يعلم ما يقول؛ فلا يقع طلاقه في هذه الحالة، وأمّا الغضب والعنف فهما طبيعة في كثير من الرجال، وبهما يظهرون رجولتهم المنقوصة على نسائهم، اللواتي أمروا برحمتهنّ والمودّة لهنّ والعطف عليهنّ! فلا يلتفت إلى تلك الهمجيّة في التصرّفات في إبطال حكم الطلاق، كما أنّ كلّ من يطلّق يكون غضبان عادة، ونادرًا جدًّا ما يقع الطلاق من متّزنٍ عاقلٍ دون مغاضبة.

فنرى أن تسألي شخصا قريبا منك ومن زوجك، يسمع منكما تفاصيل تلك الحالات، ويستطيع أن يبني حكما واضحا بناء عليها

والله أعلم


التعليقات