الصحبة رق ، لا تضع رقك في يد من لا يستحق .
فالصديق الصادق الصدوق يرفع صاحبه ولا يضعة ، وينصره ولا يخذله ،
وإنما المرء بصاحبه ، وكل قرين بالمقارن يقتدي ، والناس كأسراب القطا يتشبه بعضهم ببعض ، وإنما يحشر المرء مع من أحب .
[فلا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ] .
- صحب الكلب أصحاب الكهف فارتفع بصحبتهم ، ونوه به في القرآن .
- وعاش يونس عليه السلام مدة يسيرة في بطن الحوت فلقب [بصاحب الحوت ] .
- وتحقق أبوبكر بصحبة النبي (صلى الله عليه وسلم ) فذكره الله بوصف الصحبة
{إذ يقول لصاحبه }
ستأخذ من إخلاقه ، وتسرق من طباعة ، وتقتبس من عاداته ومألوفاته .
فلا تسلم نفسك إلا لمن يعينك على طاعة ربك ، ويقربك من خالقك .
لما علم موسى عليه السلام أن رجلا بمجمع البحرين أعلم منه تجشم لقائه ، وقطع الفيافي والقفار من أجل صحبته .
- وإياك ثم إياك من صحبة اللئام ؛ فإن صحبتهم خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
ندم [ عقبة بن أبي معيط ] غاية الندم على صحبة [ أمية بن خلف ] لكن حين لا ينفع الندم .
وتألم على مفارقة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم طاعته غاية الألم
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً} .
فصحبة اللئام لا تنفع، والإحسان إليهم لا يشفع .
- ولست أقول:
صاحب من لا يخطيء فكلنا ذوو خطأ .
من ذا الذي ما ساء قط ::::: ومن له الحسنى فقط
وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه .
إن كنت تطلب في الزمان مهذبا :::::فني الزمان وأنت في الطلبات .
فلابد من رؤية ما يضرك أحيانا ولا يرضيك ،
لكن إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث
وإذا غلبت حسناته على سيئاته فهو جدير يمصاحبتك، وحري بقربك ومجالستك .
ولبشار بن برد :
إذا كنت في كل الأمور معاتباً =صَديقَكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتبُهْ
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه=مقارف ذَنْبٍ مَرَّة ً وَمُجَانِبُهْ
إِذَا أنْتَ لَمْ تشْربْ مِراراً علَى الْقذى=ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه .
- أما اللئيم الماكر المخادع فإياك وإياه ؛ فإن صحبة الكلب خير منه .
ذكر [ابن المرزبان] في رسالته[ فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب ] :
أنه كان للحارث ابن صعصعة ندماء لا يفارقهم شديد المحبة لهم ، فبعث أحدهم لزوجته فراسلها ،
وكان للحارث كلبٌ ربّاه ،
فخرج الحارث في بعض منتزهاته ومعه ندماؤه وتخلَّف عنهُ ذلك الرجل ، فلما بعد الحارث عن منزله جاء نديمه إلى زوجته فأقام عندها يأكل ويشرب ، فلما سكرا واضّطجعا ورأى الكلب أنه قد ثار على بطنها = وثب الكلب عليهما فقتلهما .
فلما رجع الحارث إلى منزله ونظر إليهما عرف القصة .
ووقف ندماؤه على ذلك وأنشأ يقول :
وما زال يرعى ذِمَّتي ويحوطني ... ويحفظ عرسي والخليل يخون
فواعجبا للخلِّ يهتك حُرمتي ... ويا عجباً للكلب كيف يصونُ
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول