الشقيق الأكبر يمد طوق النجاة للشعب السوري

د.محمد بشير حداد

يجيء الموقف التاريخي الشهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله مع أشقائه من الشعب السوري الأعزل وهو يتعرض لأبشع وأقسى وأفظع الجرائم التي ترتكب في حق الإنسانية من نظام أتقن التفنن في القتل المتعمد المباشر وحتى غير المباشر عبر منعه علاج الجرحى والإجهاز عليهم ومنع الإمدادات الطبية عن المستشفيات, وقطع الكهرباء عن حاضنات الأطفال ومنع دخول المواد الغذائية عن المدن المنكوبة بجرائمه ( حماه- درعا –حمص – دير الزور -البوكمال ) وفي زحمة هذه الفواجع يأتي طوق النجاة الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين للشعب السوري في لحظة حرجة وخطيرة من تاريخ سوريا ضمن سلسلة من المواقف المسئولة منذ ابتداء التحرك الشعبي السلمي المطالب بالحرية والكرامة والعدالة والتي تضمنت تقديم النصائح وإتاحة الفرص لحلول إصلاحية جدية متكاملة يستشعرها المواطن السوري غير أن النظام السوري أوصد كل الأبواب الحقيقية لحل الأزمة رافضاً بجرائمه فكرة الإصلاح جملة وتفصيلاً معتمدا بغباء على إعلام كليل متخلف لستر جرائمه في عصر الفيس بوك وتوتير والفضائيات وأنى له ذلك.
 واستمر هذا النظام الجائر بعناد وبجاحة في غيه مستدعياً التدخل الأجنبي في مواجهته للشعب السوري باستقدام الخبراء الأمنيين الإيرانين وقد أثبتت الواقع اشتراكهم في جرائم اغتيال الأفراد و الضباط الشرفاء للجيش السوري الذين امتنعوا عن مواجهة الشعب وقتل المواطنين .
وبعد أن تمادى هذا النظام بعنجهيته في ارتكابه جرائم ضد الإنسانية وأتقن خسارة الفرص المناسبة وجميع الأصدقاء وجميع الأشقاء والشعوب الحرة لقاء إصراره على تنفيذ سياسة البطش والتنكيل والتهجير دون مراعاة أي حرمة للدماء والأعراض والمساجد والحقوق الإنسانية ويسطر بدم تاريخه الهولاكي الأسود .
لقد طفح الكيل أمام حلم الحلماء وصبر الرجال فجاء موقف خادم الحرمين الشريفين ليكون الفيصل الحكيم لإنقاذ الشعب السوري من هول الجرائم والفواجع التي يتعرض لها من هذا النظام الأحمق .
إن الشعب السوري والجالية السورية المقيمة في المملكة يفتخرون على الدوام بمواقف الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية المؤيدة للحق والحرية والكرامة منذ قيام المملكة ويعتزون بوشائج الأخوة والقرابة والتعاون التي تربط الشعبين الشقيقين, ويثمنون اليوم عالياً وغالياً الموقف المشرف لخادم الحرمين الشريفين من الفاجعة الجرائمية وحمامات الدم التي يذيقهم إياها النظام السوري الجائر .
إن استدعاء سفير المملكة من دمشق , والبيان النبيل والصريح المباشر من خادم الحرمين الشريفين أمام العالم كله الرافض للمجازر التي يرتكبها النظام ومطالبته إياه بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان سيكون له بإذن الله ما بعده من النتائج الإيجابية التي سيستشعرها الشعب السوري الحر في حياته كرامةً وعزة وكبرياء كما تمنى خادم الحرمين الشريفين والذي أكد بهذه المواقف كما هو دائما أنه القائد الوحيد الحليم الذي أخذ على عاتقه المبادرة بالمواقف الحكيمة الصريحة والحاسمة المستجيبة لمسؤوليته أمام ربه ودينه وأمته. كل التحية والشكر والامتنان والتقدير والاحترام لك يا خادم الحرمين الشريفين حفظك الله ذخراً للأمة وأدام توفيقه عليك وحفظ المملكة واحة للحكمة والاستقرار والرخاء والسلام

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين