الشعب السوري سينتصر بعون الله تعالى

د. موسـى الكـيـلاني

الرأي الأردنية
لقد نجحت الحرب النفسية التي يمارسها بذكاء الإعلام الرسمي السوري في تضليل المصادر الصحفية، فبدا وكأن الثورة الشعبية على وشك الانتهاء، وأن قوات الشبيحة قد انتصرت على إرادة أبناء سوريا الذين يواصلون فعلياً الثأر لاغتصاب أخواتهم في حماة، وتقتيل أطفالهم في حمص، وهدم بيوتهم في درعا ودير الزور.
 
ولكن الحقيقة تخالف بيانات راديو دمشق، فالجيش السوري الحر يمارس استراتيجية عسكرية مشهوداً لها بالنجاح، وهي حرب المدن التي تفرض على مقاتليها الكر والفر في مواجهة قوة عسكرية أعتى، تستخدم رشاشات الهليكوبتر ومصفحات تي 64 الروسية، وتوجه طلقات المدافع المضادة للطائرات على نوافذ المنازل والشقق السكنية.
 
فالمبدأ هو مشاغلة قوات النظام، وعدم التمترس في موقع واحد أمام الجحافل المتفوقة في قوة نيرانها، جواً وبراً ومدفعيةً.
 
لقد مضى عام كامل على ثورة السوريين، ولم يستطع النظام القضاء عليها حتى الآن، وهذه نقطة في صالح الجيش السوري الحر. وعندما بدأت الجولة الجديدة للشبيحة قبل 42 يوماً، مستعينين بالدعم من الميليشيات الإيرانية والصدرية، اعتقد البعض أن انتصار النظام في عدة مواقع نهائيٌ وحاسمٌ، وما عرفوا أن لطبيعة حرب المدن خاصية المواجهة حيناً ثم الاختفاء حيناً آخر لتجنب قوة النيران المتفوقة. كالخطأ الذي حصل في حمص عندما تمترس الأحرار في بابا عمرو مما أدى إلى تدمير90% من المباني على رؤوس المدنيين الضحايا.
 
ولكن نقطة الحسم في هذه الأمور هي مدى التفاف المواطن حول مقاتلي المقاومة، وهذا الموقف لم يتغير بالرغم من الخسائر المادية للمباني والمدنيين.
 
القادمون من سوريا وعددهم في الأردن مائة ألف لاجئ يروون كيف أتقنت كتيبة خالد بن الوليد في الرستن استخدام الصاروخ الموجه المتطور الجديد المقاوم للمصفحات «أيه-تي-جي-أم».
 
والذي تبلغ فاعليته ثلاثة أضعاف الأر بي جي. كما تستخدم كتيبة الفاروق وسرايا حمزة في حمص الألغام الجديدة المحسنة « آي_أي_دي «المضادة للدروع ضد الدبابات والمصفحات وذلك في الكمائن التي تنصبها على جوانب الطرق أو في مراكز التواجد للشبيحة.
 
ومما يعزز النظرة التفاؤلية بانتصار جيش سوريا الحر في النهاية هذه الأعداد الكبيرة من ضباط وجنود الجيش الذين يلتحقون في صفوفه يومياً إذ بلغ عددهم ستين سورياً خلال العشرين يوماً الأخيرة.
 
بالإضافة إلى العشرات من الضباط الذين يتمردون على قيادتهم العلوية ويشكلون سرايا خاصة بهم في أحياء دير الزور وإدلب ودرعا، ولا ينضوون تحت قيادة المجلس الوطني أو قيادة الجيش الحر في تركيا.ويقاتلون حتى تنفذ ذخيرتهم.
 
ويكتفي الجيش الحر بالتوجيه بدلاً من السيطرة في علاقاته مع مجموعات المقاتلين في المواقع المختلفة، وبالرغم من الدعم المعنوي سياسياً ولفظياً للمقاتلين في كثير من العواصم العربية والعالمية، إلا أن التشرذم في مراكز التحكم والسيطرة ميدانياً، والنرجسية المرضية للتفرد بالزعامة، بالإضافة إلى عامل نفاذ الذخيرة الميدانية في أكثر من معركة قد أدى إلى انتصار قوات النظام على قوات الشعب.
 
وللتفاؤل فبقاء ثورة الشعب السوري حتى الآن ضمانةٌ لنجاحها في النهاية.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين