الشرطة الحرة دورات مكثفة وظهور خجول

 

إنَّ تحقيق الأمن والطمأنينة والاستقرار هي غاية كلِّ مجتمع يتميز بالتنظيم، ويصعب العيش في مجتمع لا يوجد فيه أمن وأمان، ولهذا أوجدت القوانين التي تضبط هذه المجتمعات، وقد وقعت مسؤولية حفظ الأمن في معظم المجتمعات على عاتق الشرطة أو السلطة التنفيذية، وفي  مناطقنا المحررة وقع جزء من هذا العاتق على الشرطة الحرة لمساعدة السلطات في تنفيذ الأحكام القضائية، ولحفظ الأمن بصورة مثالية، لكن للوصول إلى المثالية لا بدَّ من العمل على عدة نواحٍ منها على سبيل المثال لا الحصر: تثقيف العناصر الشرطية من خلال الدورات الهادفة إلى جعل رجل الشرطة مثالاً في الأمانة والأخلاق.ولهذا قامت صحيفة حبر بتسليط الضوء على إحدى الدورات التي تقوم بها قيادة الشرطة الحرة في مدينة حلب المحررة.

يقول الرائد (ناصر نجار) رئيس قسم التدريب والتأهيل في قيادة شرطة حلب الحرة: ” هذه الدورة التدريبة الخامسة ضمن الحزمة التدريبية الأولى المقامة في مدينة حلب، والتي تشمل كافة عناصر قيادة الشرطة.

الدورة تضم مجموعة متنوعة من المواد تقسم إلى قسمين، القسم الأول: يتعلق بالعلوم المسلكية كإدارة مسرح الجريمة وتنظيم الضبوط وكيفية تبليغ المذكرات العدلية، أمَّا القسم الثاني: يتعلق بعمل عنصر الشرطة اليومي مثل آلية استخدام جهاز اللاسلكي ومهارات التواصل وحقوق الإنسان.

وقد قسَّمنا موضوع التدريب في محافظة حلب إلى ستة قطاعات، وهي: قطاع حلب المدينة، قطاع ريف حلب الشمالي الشرقي، قطاع ريف حلب الشمالي الغربي، قطاع ريف حلب الغربي، قطاع ريف حلب الجنوبي، قطاع الزنكي، وتمَّ تحضير الدورة بالتنسيق مع نائب قائد الشرطة لمدينة حلب، وكان عدد المتدربين ثلاثين عنصرا.

مدة الدورة ستة أيام بدأت في 20/3/ 2016

هذه الدورة جزء من الحِزمِ التدريبية الأولى، والغاية من الحزمة رفع مستوى العناصر كون أغلبهم من العناصر المدنيين، لا سيَّما على صعيد المستوى المسلكي من أجل أن يستطيعوا تقدمة الخدمة الأمنية بالشكل القانوني، وتحسين العنصر الخدمي، وتغيير الصورة القديمة المكوَّنة عن فساد عناصر الشرطة أيام النظام، لنرقى إلى عمل الشرطة في خدمة الشعب قولاً وفعلاً.

وهناك حِزمٌ تدريبية لاحقة سيتم التركيز فيها على مبدأ التخصص، بحيث يتخصص كلُّ عنصر بمجال معين ويتدرب على الوسائل الحديثة الخاصة بهذا المجال.

نعتقد بأنَّ الدورة قد نجحت، لأنَّنا سرنا في أول خطوة في هذه الظروف الصعبة، وهذا في نظرنا من النجاح.”

ويضيف (أبو جعفر) مدير الطبابة الشرعية في مدينة حلب: ” قمت بتقديم محاضرتين عن إدارة مسرح الجريمة، وكان هناك تفاعل جيد وواضح كون الموضوع فيه أشياء مشوقة، وظهر هذا التفاعل من خلال المناقشات والحوارات التي كانت من طلاب الدورة.

وقد قدمت الأفكار في المحاضرتين بصورة واضحة وبسيطة، وظهر هذا الأمر جلياً من خلال التفاعل مع الطلاب، أعتقد أنَّ هذه الدورات ضرورية ومهمة، ومن الواجب إقامتها  بشكل مستمر، حتى ترفع من سوية الشرطي وتزيد من ثقافته المهنية، ويزداد وعيه كونه  على اتصال مباشر مع المواطن ليصبح أقرب إلى قلب المواطن، وتكون العلاقة بينه وبين المواطن مبنية على الاحترام المتبادل، حتى يَشعر المواطن بأنَّ الشرطي يعمل من أجل خدمة الوطن والمواطن.”

يقول (إسماعيل نداف) من مركز بستان القصر والكلاسة:  “أخدم كعنصر متعاقد على أَّنني متعلم فقط من غير شهادة، لقد استفدنا كثيراً من هذه الدورات، لأنَّنا لا نملك الخبرة ولا يوجد عندنا  أي تجربة سابقة في هذا العمل، وبمثل هذه الدورات نستفيد من خلال إعطائنا معلومات وخبرات عن عمل الشرطة وخاصة في الأوضاع الراهنة التي نعيشها، وكانت فائدتي من هذه الدورة 80% تقريباً لكنَّنا طلبنا أن تكون مدة الدورة أطول من أجل أن تكون الفائدة أكبر، ولا يوجد أي معوقات لأنَّ قيادة الشرطة قدَّمت كلَّ المتاح من أجل التدريب وإنجاح هذه الدورة، وأقترح أن تكون الدورة المقبلة عامة وشاملة لجميع العناصر.”

لكن متى سوف يكون هناك دور فعَّالٌ للشرطة الحرة في المناطق المحررة، وخصوصاً في ظلِّ ارتفاع نسبة السرقات، وقلة الأمان النسبي في المناطق المحررة، لكن لماذا لا نستغل أيضاً خبرة الضباط والعناصر الشرطية الشريفة المنشقة عن النظام؟! أعتقد أنَّ الحل يأتي من خلال التعاون الجاد والفعَّال بين الشرطة الحرة وجميع الفصائل العسكرية.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين