الشخصية الخلافية

                                                           

 

المراد بالاختلاف : هو الاختلاف الذى بعث الله النبيين ليحكموا فيما  بين المختلفين كما قال تعالى (( كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما أختلفوا فيه )) وذلك الاختلاف فى الاراء والنحل والاديان المتعلقة بما يسعد الانسان  به أو يشقى فى الدنيا والاخرة .

وهذا اختلاف فين اطراف فى الفكر والعقيدة او المنهج وهناك اختلاف محمود واختلاف مذموم والمحمود هو اختلاف الاجتهاد والتنوع والاثراء والمذموم هو اختلاف التناذ والتنابز والصرع والخلاف لمجرد الخلاف وهو موضوعنا الذى ندندن حولة . 

لوجود شخصيات يمكن ان نطلق عليها انها خلافية بامتياز لانها لاتختلف ولكن تخالف وتجعل من الخلاف قاعدة ومرتكز تبنى علية افكارها وتصوراتها واحكامها عله دون تمعن اودراسة ونقدع علمى حبا فى الاختلاف وتبعا للخلاف فى حد ذانه كمنهج تفكير واسلوب حياة . وهذه المواصفات تتميز بها الشخصية ذات المزاج العصبى والطبيعة  الخلافية ووتتميز هذه الشخصية بكونا تتبنى خطاب حاد وتشدد فى الرؤية  الاخر ولاتجد حرجاً فى الكذب والافتراء على المخالف وهى تتبنى نهج متشدد فى المعايير والاحكام وتنطوى على روح الترصد والانتقاء وتبتعد بل تغيب تماماً عن منهج الباحثين والمنصفين والعقلاء . 

وهى فى طبيعتها الخاصة شمولية احادية غير مستعدة لقبول الاختلاف ولا تميل الى الاعتراف بوجوده لا من حيث الشكل ولا من حيث الاصل والهوية فهى من الشمول بحيت لاتقبل الاختلاف ولاالحوار ولا وجود الاخر ولا ترى الانفسها ولاترضى بوجود غيرها . 

وللوهلة الاولى تعطيك الشخصية  الخلافية انطباعاً بالهدوء  والمظهر الحسن والسكينة مع التمظهر بتدين شكلى ولفظى يوحى بالتزام مفرط  والغلو فى اظهار التمسك بالشعائر التعبدية المصاحبة لغلظة فى السلوك تخفى ورأها رغبة شديدة فى التسلط وحرص قوى على المغالبة والانتصار بشتى الوسائل منها الاتهام والتشوية واطلاق الكلام على عواهله دون تثبت . 

كما اهم ما يميز الشخصية الخلافية بكونها ساكنة ساكتة مع القوى المتغلب الى يمتلك زمام القوة بكافة اشكالها وصورها سواء كانت قوة سيايسة او مالية او وجاهة او سلطان . وتتصف الشخصية الخلافية بتمركز وتموقع حول الذات وتقوقع على فكر محدد غير قابل للنقاش او النظر ويتمحور حول فكرة أنا الحق وما سواى باطل الى درجة طغيان الانا النرجسية الموغلة فى حب الذات والانصهار والانبهار بالمشروع والمنهج الذى تتموضع حوله وتنصهر فيه دون الرغبة فى تطوير الذات او البحث والنظر فيما سواه من افكار ورؤى وتصورات اخرى اى ان ان الشخصيى الخلافية لاتسمح بل الاساس فى تفكيرها وسلوكها هوالغلبة والثار والهزيمة للاخر ماديا ومعنويا بل لاترى سوى الازالة من الوجود لكل من لايتفق معها بل بكل من لايكون منها ومعها . 

واخيرا فالشخصية الخلافية تعيش القطيعة والتقاطع بين افراد المجتمع وبين الاجيال والارحام وتوثر فى تماسك المجتمع وتعمل على خلخلة وحلحلة الرابطة واللحمة الاجتماعية وتكرس مفهوم الجمود وتقضى على قيمة الحوار وتلغى مفهوم تبادل الاراء وتلاقح الافكار بين مكونات المجتمع المختلفة . 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين