في كل حال من أحوال المؤمن، يتجه ببصره وبصيرته إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمد منها، ويحيا في ظلالها.
وفي كل حدث وشدة يتجه ببصره وبصيرته إلى أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو الأسوة الحسنة.
تأتي أحداث درعا في هذه الأيام من شهر شوال، وهو الشهر الذي حصلت فيه غزوة أحد، وغزوة حنين.
وفي الغزوتين انفض الناس عن رسول الله صلى الله علبه وسلم ولم يبق معه إلا القليل.
روى البخاري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، أَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيْرُهُمْ بِنَعَمِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةُ آلاَفٍ، وَمِنَ الطُّلَقَاءِ، فَأَدْبَرُوا عَنْهُ حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ.
فوقف ثابتا صلى الله عليه وسلم، وأمامه أكثر من عشرين الفاً من هوازن ومن والاها.
إنه الأمة بماضيها وحاضرها ومستقبلها
ثباته ثبات أمة كاملة
وقف ثابتاً وهو يقول صلى الله عليه وسلم :
أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ ........، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ
كما روى البخاري أيضا عن البراء رضي الله عنه:
قِيلَ لِلْبَرَاءِ : وَأَنَا أَسْمَعُ أَوَلَّيْتُمْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ ؟ فَقَالَ : أَمَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلاَ كَانُوا رُمَاةً ، فَقَالَ :
أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ
ولما غشيه المشركون نزل عن بغلته الشهباء واستنصر ودعا، فكان من دعائه وتضرعه ما أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان من دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين: "اللهم إنك إن تشأ لا تعبد بعد اليوم"
ياالله مالنا غيرك
وحقك ضاقت إلا منك
لبست ثوب الرّجا والناس قد رقدوا ..... وقمت أشكو إلى مولاي ما أجـدُ
وقلت يا سـيدي يا منتهـى أملي ..... يا من عليه بكشف الضّـرّ أعتمدُ
أشـكو إليك أمـوراً أنت تعلمهـا........مالي على حمـلها صبرٌ ولا جلَدُ
وقـد مددتُ يـدي بالضّرّ مشتكيا.......إلــيك يا خير من مُدّت إليـه يدُ
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول