أسئلة بيانية (25) السر في التعبير القرآني (أن تعتدوا) وقوله: (ألا تعدلوا)

قال تعالى في سورة المائدة: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا [المائدة: 2].

وقال سبحانه في السورة نفسِها أيضاً: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة: 8].

فقال في الآية الأولى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ.... أَنْ تَعْتَدُوا، والتقدير: (على أن تعتدوا) فحذف (على)، وقال في الآية الثانية: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا فذكر (على) فما السبب؟

الجواب:

إنَّ الذكر يفيد التوكيد فذكر (على) في الآية الثانية لأنَّها آكد، ذلك أنَّ الآية الأولى في حالة وقعت ومضت وهي حالة عارضة، وذلك في قوم صدوهم عن المسجد الحرام وهي في أهل مكة وذلك عام الحديبية.

أما الآية الثانية فهي نهي عن حالة مُستديمة إلى يوم القيامة وهي النهي عن عدم العدل.

ثم إنَّ الاعتداء يدخل في عدم العدل؛ لأنَّه اعتداء فدخلت الآية الأولى في الثانية.

فالثانية آكدُ وأعمُّ وأشمل فجاء فيها بـ (على) وحذفها من الأخرى.


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين