الزواج عندهم والزواج عندنا (تأمل)

الزواج عندهم علاقة رضائية، سواء بين امرأة ورجل (بعقد أو بغير عقد)، أو بين رجل ورجل، أو بين امرأة وامرأة، أو بين أخ وأخته، أو بين ولد وأمه، أو بين أب وبنته، أو بين إنسان وحيوان!

والزواج عندنا لا يصح شرعا وفطرة إلا بين زوج وزوجة من غير المحارم، وما وراء ذلك محرم ممقوت بغيض!

الزواج عندهم علاقة حسية مادية لتصريف الشهوة الجنسية..

والزواج عندنا له ارتباط بالمعنى أكثر من ارتباطه بالحس، فهو علاقة سكينة ومودة ورحمة، وهو ميثاق غليظ قائم على المكارمة، لا مجرد قناة لتصريف الشهوة وتحقيق المتعة؛ ولذلك مبناه في مبتدأه على نية التأبيد والدوام، لا نية التأقيت والانقطاع !

 

الزواج عندهم لا ارتباط له بالألوهية، ولا علاقة له بها !

 

والزواج عندنا آية من آيات الله، فهو عبادة واحتساب، ومكارمة لنيل الثواب؛ فالزوجة في نظر زوجها وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا"، فكيف له أن يضيع وصية الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام؟! والزوج في نظر زوجته بابها إلى الجنة ونيل رضوان الله؛ فكيف لا تحسن معاشرته ولا تكرم معاملته؟!

 

الزواج عندهم منفعة حسية بالدرجة الأولى؛ لذلك لا تتعارض عندهم مع خيانة الطرف الآخر، ولا مع التخلي عن الأبناء، ولا مع إلقاء الوالدين في دور العجزة !

والزواج عندنا رسالة للإعمار والاستخلاف، لا مجرد منفعة واستمتاع؛ لذلك يطلب تأسيسه على صلاح الزوجين، ويتشوف فيه إلى التربية الصالحة للأبناء، في جو من الوفاء وصلة الرحم المعلقة بعرش الرحمان!

 

الزواج عندهم لا يبني مؤسسة الأسرة كما هي متعارف عليها عندنا، بل يهدمها ويلغيها !

والزواج عندنا طريق لبناء الأسرة، والمحافظة على كيانها ووجودها؛ ولذلك وجب التشجيع عليه، وتذليل عقباته، وتيسير سبله، وتأهيل المقبلين عليه، وحمايته من كل ما يعصف به !

   تلك فروق وجب تعميم الوعي بها بين المسلمين؛ حتى نتقي شرور المخططات الغربية التخريبية، ونتصدى لأذيالها وعرابيها من بني جلدتنا الذين يتبعون سننهم شبرا بشبر وذراعا بذراع !

 

على الغيورين من شعوب أمتنا على دينهم وهويتهم أن يتحلوا اليوم بكامل اليقظة، ويحيوا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في مدافعة قوى الشر، ودعاة الفساد، بكل الوسائل الممكنة والمشروعة: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ }.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين