الزلاقة - يوسف بن تاشفين
الزلاقة
يوسف بن تاشفين

أسماء محمود إبراهيم عبد الرحمن

جلس المعتمد بن عباد صاحب إشبيليَّة يُفكر في هول ما صنع، بعدما وردت إليه الأنباء بأنَّ ألفونسو السَّادس القشتالي قد غزا مملكة بني هود، واستولى عليها بعد أن ضرب عليها الحصار.

وأدرك المعتمد أنَّ الدور قادم عليه لا مَحالة، ولن تنفعه محالفته لألفونسو، ولا دفع الجزية له، ولا مساعدته له على إخوانه المسلمين، وظَلَّ المعتمد يتعجب كيف طاوعته نفسه على أن يعاونَ الفرنجة على غزو طليطلة، وقد كانت حاضرةَ بني ذي النُّون، وعاصمةَ الدَّولة الأموية لمدة تزيد عن ثلاثمائة وخمسين عامًا، وحاول أن يهرب من وطأة تأنيب الضَّمير، فبرر فعلته بأنه أدَّب بني ذي النون خصومه، كما أنه لم يكن ليملك حيلة أمام قوات ألفونسو، ثُمَّ إنَّه لم يفعل أكثر مما فعل ملوك الطوائف الآخرين، الذين تحالفوا مع الفرنجة.

ولكن صحوة الضمير التي انتابته أبطلت له هذه الحجة، فقد رأى بعينه كيف هبَّ المتوكل بن الأفطس حاكم بطليوس، الذي أرسل جيشًا بقيادة ابنه الفضل لنجدة طليطلة، ولم يدفع يومًا جزية للفرنج، ولم يُعاضدهم على إخوانه المسلمين، ورغم أنَّ جيش ابن الأفطس لم يكتب له التَّوفيق في صد الهجوم الإفرنجي الإشبيلي؛ إلاَّ أن الرجل بَرَّأ ذمَّته أمام الله وأمام المسلمين، وأمن اللَّعنة على منابر الأندلس، والتي ظَنَّ المعتمد أنَّها لاحقته لا مَحالة، ليس هذا فحسب، بل يغزوه ألفونسو كما غزا بني هود، وهُمْ حلفاؤه المقرَّبون، فيجتمع عليه خزيُ الدنيا والآخرة.

وفي تلك الأثناء إذ بالحاجب يدخل عليه يبلغه بوفود رسولٍ من قشتالة للقائه، فإذا بكتاب من ألفونسو قال فيه: "كَثُر - بطول مقامي - في مجلسي الذُّبابُ، واشتدَّ عليَّ الحرُّ، فأتحفني من قصرك بمروحة أروِّح بها عن نفسي، وأطرد بها الذباب عن وجهي".

وفطن المعتمد إلى ما يرمي إليه ألفونسو، وعلم أنَّه يريد غزو إمارته، فرد عليه المعتمد: "قرأت كتابك، وفَهِمْت خُيَلاءَك وإعجابك، وسأنظر لك في مراوِحَ من الجلود اللَّمْطيَّة، تروح منك، لا تروح عليك، إن شاء الله".

ولم يقصد المعتمد بجوابه هذا إلاَّ أنَّه أخيرًا سيخلع عباءة الذُّلِّ والخنوع، وسيستبدل بها رداءَ العِزِّ والكبرياء، ولن يكونَ هذا إلا بموالاة إخوانه المسلمين والعَوْدة إلى ما شرع دين الله، الذي ذل عندما ابتغى العزَّ في غيره.
بعث المعتمد من رُسُلِه إلى ملوك غرناطة وبطليوس وقرطبة يطلب إليهم الاجتماع، فجاؤوا على عَجَل، فهم - أيضًا - تُساورهم نفس المخاوف.

وتشاور القُوَّاد في أمر الغزو الصليبي، واتَّفقوا جميعًا على توحيد صُفُوفهم لرَدِّه، ولكن أيَّة صفوف هذه التي سيوحدونها وقد كَفَّت جيوشُهم عن الغزو والفتح منذ زمن طويل، ولم يستخدموا جيوشَهم إلاَّ في مناوشة بعضهم البعض؟! وكيف سيصمدون أمام هذا الطُّوفان الصليبي وقد سلَّموا إليهم قلاعًا وحصونًا اتِّقاء شرِّهم؟!

وأمام هذا الخطب الجلل لم يَجدوا أمامهم إلاَّ ملاذًا واحدًا؛ لعلَّ الله - تعالى - يَجعل فيه مخرجًا: إنَّهم المرابطون في المغرب، الذين لم يجعلوا لهم هدفًا في الحياة إلا الجهادَ في سبيل الله وإعلاء كلمته، وقد نجحت هذه الدولة الفتية أن تقيمَ للإسلام قاعدة عريضة مَهيبة، وقد ضمَّت المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا.

وأجمع الحاضرون على طَلَبِ النَّجدة من يوسف بن تاشفين سلطان المغرب، وأن يضمُّوا صُفُوفَهم إلى صفوفه، وسُرَّ المعتمد بهذا الاتِّفاق الذي لم يحدث منذ زمن بعيد، ولكن ابنه ما لبث أنِ اعترض على هذا القرار قائلاً: وكيف نضمن إذا جاء المرابطون إلى الأندلس لا يَضُمُّونها إليهم، ويُجردوننا من ملكنا؟

فرَبَتَ المعتمد على كتف ابنه وقال له: "أيْ بُنَي، والله لا يسمع عني أبدًا أنَّنِي أعدت الأندلس دارَ كُفر ولا تركتها للنَّصارى، فتقوم عليَّ اللَّعنة في منابر الإسلام، مِثْلَما قامت على غيري، وإنَّنا إن دُهينا من مُداخلة الأضداد[1] لنا، فأهونُ الأمرين أمرُ المُلَثَّمين[2]، ولأَنْ يرعى أولادُنا جمالَهم أحبُّ إليهم من أنْ يرعَوا خنازيرَ الفرنج"؛ ولَمَّا تأثَّر بعضُ حاشيته من كلام ابنه، خوَّفوه من ابن تاشفين، فقال لهم: "تالله، إنَّني لأوثر أن أرعى الجمالَ لسلطان مراكش[3] على أن أغدوَ تابعًا لملك النصارى وأن أؤدِّيَ له الجزية، إنَّ رعيَ الجمال خيرٌ من رعي الخنازير".
فكتب المعتمد بن عباد إلى يوسف بن تاشفين يقول له: "إنْ كنت مؤثرًا للجهاد، فهذا أوانه، فقد خَرَجَ الفرنج إلى البلاد، فأسرعْ في العُبُور إليهم، ونَحن - معاشرَ أهل الجزيرة - بين يديك".
وكاتب أهلُ الأندلس من الخاصَّة والعلماء يستصرخونه في تنفيس العَدُوِّ عن مَخنقهم، ويكونون معه يدًا واحدة عليه.
وقَبِلَ ابن تاشفين الدَّعوة، شَرْطَ أنْ يسلمه ابن عباد الجزيرة الخضراء، وأعَدَّ العُدَّة، وجهز الجيش، وأَمَرَ أنْ تُحمل الجمال على السفن إلى جزيرة سبتة، فعَبَر منها ما أغص الجزيرة، وارتفع رغاؤها إلى عنان السماء، وكان ليوسف في عبورها غاية بعيدة، ثُمَّ سار ابن تاشفين بجيشه من سبتة، وما كادت السُّفُن تنشر قلاعها حتى هاج البحر، فصعد إلى مقدمة السفينة، ورفع يديه نحو السماء، ودعا الله مخلصًا: "اللَّهم إن كنت تعلم أنَّ في جوازي هذا خيرًا وصلاحًا للمسلمين، فسَهِّل عليَّ جواز هذا البحر، وإن كان غير ذلك، فصعِّبْه حتَّى لا أجوزه"؛ فهدأ البحر، وجازت السُّفُن سراعًا، ولَمَّا وصلت إلى شاطئ الأندلس، سجد لله شكرًا.
وتسلَّم ابن تاشفين الجزيرة الخضراء، وأَمَر بتحصينها أَتَمَّ تحصين، ورتب بها حامية مُختارة؛ لتسهر عليها، وشحنها بالأقوات والذَّخائر؛ لتكون ملاذًا آمِنًا، يلتجئ إليه إذا هُزِم.
ثم غادرها جيشه إلى إشبيليَّة، وتعهَّد كلُّ أمير من أمراء الأندلس أن يَجمع كلَّ ما في وُسعه من الجُنْد والمُؤَن، وأن يسيرَ إلى مكان مُحدد في وقت مُعين، ولبث ابن تاشفين في إشبيلية ثمانية أيام؛ حتى يرتب القُوَّات وتتكامل الأعداد، وكان صائمَ النَّهار قائم الليل، مكثرًا من أعمال البر والصَّدقات، ثُمَّ غادر إشبيلية إلى بطليوس، في مُقدمة الجيش الفرسان، يقودهم أبو سليمان داود ابن عائشة، وعددهم عشرة آلاف، ثم قوات الأندلس عليهم المعتمد بن عباد، ثُمَّ سار بعدهم - بيوم واحد - جيشُ المرابطين، ولَمَّا وصلوا إلى بطليوس، أقام هناك ثلاثة أيام.
ولما سمع ألفونسو بِمَقْدم المرابطين وكان محاصرًا سرقسطة، تحالف مع ملك "أراجون" و"الكونت" ريموند، فانضَمَّا إليه، وانضَمَّ إليه كذلك فرسانٌ من فرنسا، وجاءته الإمدادات من كلِّ صَوْب من ملوك أوروبا، واستنفر الفرنجة للخروج، ورفع القسيسون والرُّهبانُ والأساقفة صُلبانَهم، ونشروا أناجيلهم، فاجتمع له منهم ما لا يُحصى عددُه.
ثُمَّ برز ألفونسو بالشجعان المهرة من جنوده، وترك بقيَّة جموعه خلفه، وقال حين نظر إلى ما اختاره منهم: "بهؤلاء أقاتل الجنَّ والإنسَ وملائكة السماء".
وكان جيش المسلمين ثمانية وأربعين ألفًا، نصفُهم من الأندلسيِّين، ونصفهم من المرابطين، أمَّا جيش ألفونسو فقد كان مائة ألفٍ من المشاة، وثمانين ألفًا من الفُرسان، منهم أربعون ألفًا من ذوي العدَد الثقيلة، والباقون من ذوي العدَد الخفيفة.
وعَسْكَر الجيشان قُرْبَ بطليوس في سهل تتخلَّله الأَحْرَاشُ، وفرَّق بين الجيشين نَهرٌ صغير، وضرب ابن تاشفين مُعسكره وراء رَبْوة عالية، منفصلاً عن مكان الأندلسيين، وعَسْكَر الأندلسيون أمام النَّصارى، ولَبِثَ الجيشان أمام بعضهما ثلاثةَ أيَّام، ثُمَّ أرسل يوسف بن تاشفين لألفونسو كتابًا يعرض عليه فيه الدُّخولَ في الإسلام أو الجزية أو الحرب؛ كما هي السُّنة.
ومن جملة ما في الكتاب: "بلغنا - يا أذفونش[4] - أنَّك دعوت اللهَ في الاجتماع بنا، وتَمنَّيْت أن تكونَ لك سُفُنٌ تعبر عليها البحر إلينا، فقد عبرناه إليك، وقد جمع الله - تعالى - في هذه العَرْصَة بيننا وبينك، وسترى عاقبة دعائك".
فلما سمع ألفونسو ما كتب إليه يوسف، جاش بَحر غيظه، وزاد في طغيانه، وأقسم ألاَّ يبرحَ من موضعه حتَّى يلقاه.
واستمرت المُكاتبات بعد ذلك في شأن المعركة، ومما كتبه ألفونسو: "إنَّ غدًا يوم الجمعة وهو يوم المسلمين، ولست أراه يصلح للقتال، ويوم الأحد يوم النَّصارى، وعلى ذلك فإنِّي أقترح اللِّقاء يوم الاثنين، ففيه يستطيعُ كلٌّ منَّا أن يجاهد بكل قواه؛ لإحراز النَّصر دون الإخلال بيومه"، فقَبِلَ ابن تاشفين الاقتراح، ومع هذا تَحَوَّط المسلمون وارتابوا من نِيَّات ملك قشتالة، فبعث ابن عباد عيونه؛ لترقبَ تَحرُّكات معسكر النَّصارى.
فلَمَّا كان الفجر من يوم الجمعة؛ وبينما ابن عباد في آخر ركعة من صلاة الصُّبح؛ إذ أقبلت الخيلُ التي كانت طليعةً على العدو مسرعةً إليه؛ فأخبروه أنَّ العدو قد زحف نحو المسلمين في أُمَمٍ كالجراد المنتشر، فأرسل الخبر إلى ابن تاشفين يعرفه غَدْرَ ألفونسو، فاستعدَّ، وأرسل كتيبة؛ لتُشاغِلَ ألفونسو وجيشه.
تهيَّأ الطَّرَفان للمعركة، وسيَّر ألفونسو القسمَ الأول من جيشه بقيادة جارسيان ورودريك؛ لينقضَّ على معسكر الأندلسيين الذي يقوده المعتمد، آملاً في بثِّ الرعب في صفوف المسلمين، ولكنَّهم وجدوا أمامهم جيشًا من المرابطين قوامه عشرة آلاف فارس، بقيادة داود ابن عائشة، أشجع قادة ابن تاشفين، ولم يستطع ابنُ عائشة الصُّمود؛ لكثرة النَّصارى وعُنف الهجوم، لكنَّه استطاع تَحطيم عُنف الهجمة، وخَسِرَ كثيرًا من رجاله في صَدِّ هذا الهجوم.
ولما رأى الأندلسيُّون كَثْرة النَّصارى، هرب بعضُ أمرائهم، بَيْدَ أن فرسان إشبيلية بقيادة أميرهم الشُّجاع المعتمد بن عباد استطاعوا الصُّمُود، وقاتلوا قتالَ الأسود الضَّواري، يؤازرهم ابن عائشة وفرسانه.
وأيقن ألفونسو بالنَّصر عندما رأى مُقاومةَ المعتمد تضعُف، وفي هذه اللحظة الحرجة وَثَبَ الجيشُ المرابطي المظفر إلى الميدان، وقد كان مُختبأً خلف رَبْوة عالية لا يُرى، وأرسل ابن تاشفين عِدَّة فِرَقٍ لغَوْث المعتمد، وبادر بالزَّحف في حرسه الضَّخم، وكان لقوات ابن تاشفين أَثَرٌ كبير في إنعاش الجيش المسلم؛ بسبب الجمال التي امتلأ بها جيشه، ولم يكن الفرنجة قد رأوا قَطُّ جمالاً، ولا كانت خيلهم قد رأت صُوَرَها، ولا سمعت أصواتَها، وكانت تُذعَر منها وتقلق، وكان ليوسف بن تاشفين في عبورها رأي مُصيب، كان يُحْدِقُ بها مُعسكره، وكان يُحضرها الحرب، فكانت خيلُ الفرنج تحجم عنها.
واستطاعَ الجيشُ الإسلاميُّ أن يُباغتَ معسكرَ ألفونسو، الذي كان يطاردُ ابن عباد حتى بعد قدوم النَّجدات التي أرسلها ابن تاشفين.
وفي تلك اللحظة يرى ألفونسو جموعًا فارَّةً من النَّصارى، وعلم أن ابن تاشفين قد احتوى المعسكر النَّصراني، وفَتَكَ بمعظم حرسه، وغَنِمَ كلَّ ما فيه، وأحرق الخيام، فتعالت النار في محالهم، وما كاد ألفونسو يقف على هذا النبأ حتى ترك مطاردة الأندلسيين، وارتد من فوره؛ لينقذ محلته من الهلاك، وليسترد معسكره، وقاتلوا الجيش المرابطي بجلد، وكان ابن تاشفين يحرض المؤمنين على الجهاد، وكان بنفسه يقاتل في مقدمة الصُّفُوف يخوض المعركةَ في ذِرْوة لَظَاها، وقد قتلت تحته أفراسٌ ثلاثة، وقاتل المسلمون قتالَ من يطلب الشَّهادة ويتمنى الموت.
ودام القتال بضعَ ساعات، وسقطت ألوف مُؤلفة، وقد حصدتهم سيوفُ المرابطين، وبدأت طلائعُ الموقعة الحاسمة قبل حلول الظَّلام، فقد لاحظَ ابن عباد وابن عائشة عند ارتدادهما في اتجاه بطليوس أن ألفونسو قد كفَّ عن المطاردة فجأة، وسرعان ما علما أنَّ النصر قد مال إلى جانب ابن تاشفين، فجمعا قُواتِهما وهرولا إلى الميدان مرَّة أخرى، وأصبح ألفونسو وجيشه بين مِطْرَقَةِ ابن عباد وسَنْدَانِ ابن تاشفين.
وكانت الضربة الأخيرة أنْ دفع يوسفُ بن تاشفين بحرسه - وقوامُه أربعة آلاف - إلى قلب المعركة، واستطاع أحدُهم أن يصلَ إلى ملك قشتالة ألفونسو، وأن يطعنَه بخنجر في فخذه طعنة نافذة، وكانت الشَّمسُ قد أشرفت على المغيب، وأدرك ألفونسو وقادَتُه أنَّهم يواجهون الموتَ، ولما جَنَّ الليل، بادر ألفونسو في قِلَّة من صَحْبِه إلى التراجع والاعتصام بتَلٍّ قريب، ولما حَلَّ الليل، انحدر ومن معه تحت جنح الظلام إلى مدينة قورية.
ولم ينجُ من جيش القشتاليِّين مع ملكهم سوى أربعمائة أو خمسمائة فارس، معظمهم جرحى، ولم ينقذِ البقيَّةَ من جيش ألفونسو سوى حلول الظلام؛ حيثُ أمر ابنُ تاشفين بوقف المطاردة، ولم يصل إلى طليطلة فيما بعدُ من الفرسان سوى مائة فارس فقط.
وقضى المسلمون لَيْلَهم في ساحة القتال يُردِّدون أناشيد النَّصر؛ شكرًا لله - عزَّ وجل - فلَمَّا بزغ الفجر أدَّوْا صلاة الصبح في سهل الزَّلاَّقة، ثم حشدوا جموعَ الأسرى، وجمعوا الأسلاب والغنائم، وأمر ابن تاشفين برؤوس القَتْلى، فصفت في سهل الزلاقة على شكل هرم، ثم أمر فأُذِّن للصلاة من فوق أحدها، وكان عددُ الرؤوس لا يقل عن عشرين ألف رأس.
وكَتَبَ أميرُ المسلمين بالفَتْح إلى بلاد العدوة، وإلى تَميم صاحب المدينة، فعُمِلت المُفْرِحات في جميع بلاد إفريقيَّة وبلاد المغرب والأندلس، واجتمعت كلمةُ الإسلام، وأخرج النَّاس الصدقات، وأعتقوا الرِّقاب؛ شكرًا لله - تعالى - على صُنْعِه الجميل وفضله، وذاع خبرُ النصر، وقرئت البُشرى به في المساجد وعلى المنابر، وغَنِمَ المسلمون حياةً جديدةً في الأندلس، امتدت أربعة قرون أخرى.
موقع الألوكة

ــــــــــــــــــــــ
[1]   المنافسين.
[2]   لقب المرابطين.
[3]   يقصد: المغرب.
[4]   يعني: ألفونسو

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين