الرد على علماني صغير يدعي أثر الدور السياسي في مفاهيم الدين

نص الاستشارة :

كتب بعض المفكرين: لقد كان للأحداث الدموية التي حصلت في نهاية عصر الخلفاء الراشدين، وبداية الحكم الأموي القسري، ومن ثم العباسي مدخلًا لوأد الحرية التي أتيحت في عصر الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وعهد الخلفاء الأربعة، أدّى ذلك إلى تكريس أفكار، ومفاهيم، وتعريفات رُبطت بالدين عنوة، واستُدل لها بالنصوص القرآنية، وبأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم تأويلًا لإقناع الناس بها، ولم تكن المشكلة هنا فحسب، بل إنها أعطيت مدلولات بوصفها نهائية، وأقفلت الأبواب عن الإضافة، أو التعديل، أو التحسين دونها، وكان للحكم السياسي الدور الفعّال في نصر هذه الأفكار، التي توافق أهدافه، وتهيئ له الاستقرار، وإن كانت باطلة على أُخرى وإن كانت محقة، فنشأت تعريفات للقضاء والقدر، وعلاقة الله بالكون، وعلاقته بالإنسان، وعلاقة الإنسان بالكون، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، ومفاهيم التخيير والتسيير، ومفاهيم الإيمان والكفر...... إلخ، فهل هذا الكلام صحيح؟

الاجابة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:


فالحكم القطعي على هذا الكلام المجمل المبتور عن سياقه، أمر متعسر!


ولكن من الواضح أن استعمال مثل هذا الأسلوب الفضفاض، وتعويم المصطلحات ليس من سيماء أهل الحق، والتحقيق العلمي، أو التاريخي.


وعلى أية حال؛ فليس في ما نقله السائل حد أو تعريف لما استُعمِل فيه من أفكار ومصطلحات، كمفهوم الحرية الذي يدندن حولها، وماهية الأفكار والمفاهيم والتعريفات الدخيلة التي رُبطت بالدين عنوة! والتعريفات الحادثة الخاطئة للقضاء والقدر، ولعلاقة الله بالكون وعلاقته بالإنسان، وعلاقة الإنسان بالكون، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، ومفاهيم التخيير والتسيير، ومفاهيم الإيمان والكفر..! ثم إن الأمر المتأكد أنه لا يصح الاعتماد في مثل هذه الأمور الكبار إلا على الراسخين في العلم، المشهود لهم بالفضل والفهم، لا على الأغمار وأحداث الأسنان، هذا ولا يخفى ما يلزم من الكلام محل السؤال من تنقص السلف الصالح والحط عليهم، واتهام أهل العلم والرأي والفضل منهم!! فيكون المؤدى هو ذم ما مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه وفضَّله على ما بعده، فقال: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يتخلف من بعدهم خلف تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته. رواه البخاري ومسلم.


وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه. رواه البخاري. 

 والله أعلم.

رقم الفتوى 316594 

المصدر الشبكة الإسلامية


التعليقات