الرجاء والخوف ـ 3 ـ

 

الشيخ مجد مكي
 
أشدُّ الآيات رجاءً
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز كثيراً من آيات الرجاء في مناسبات متعدِّدة ليثبِّت بذلك إيمانهم، ويشرح صدورهم، وتستبشر نفوسهم، وليضاعف في نشاطهم للعمل الصالح، والإقلاع عن المخالفات والسَّيِّئات، وليتحبَّب إلى عباده، فيزدادون له حباً، ويتسارعون إليه قُرباً.
وقد اختلف العلماء في أشدِّ الآيات وأعظمها رجاء، وكل ذلك صحيح:
1 ـ فقال بعضهم: أرجى آية قوله تعالى:[قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ] {الزُّمر:53}.
2 ـ وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أرجى آية: قال: [قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي] {البقرة:260}. قال: فَرَضِيَ منه سبحانه بقوله: بلى.
3 ـ وقال بعضهم: أرجى آية قوله تعالى:[إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا] {النساء:48}.
4 ـ وقال بعضهم: أرجى آية قوله تعالى:[ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {النور:22} ..
5 ـ وقال بعضهم: أرجى آية قول الله تعالى:[وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {التوبة:102}.
فإنَّ (عسى) من الله تعالى فيها إطْمَاعٌ، وفتح باب الرجاء، والكريم إذا أطمع لم يمنع، فكيف والله تعالى أكرم وأجل، فلذلك كانت: (عسى) و(لعل) من الله تعالى واجبة التحقيق كما في قوله تعالى:[عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ] {الإسراء:8}.
6 ـ وقال بعضهم: أرجى آية قوله تعالى:[ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ] {الرعد:6}.
7 ـ وقال بعضهم: أرجى آية:[إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ العَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى] {طه:48}.
8 ـ وقال بعضهم: أرجى آية:[قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ] {الأنفال:38}. فالكافر إذا أتى بالتوحيد والشهادة يغفر له، فيكف بالموحِّد؟
***

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين