الرجاء والخوف ـ 12 ـ الله تعالى يغفر لمن يشاء بأيِّ سبب شاء

الشيخ : مجد مكي

فالله تعالى يغفر لمن يشاء بأيِّ سبب شاء ، فإنَّه القدير على كل شيء ، وقد يعذِّب من يشاء بأيِّ سبب شاء، ظاهر أو خفي، كبير في نظر الناس أو صغير، ولكن عنده فهو كبير، فقد يعذب به مع أنَّ صاحبه له أعمال صالحة، وأقوال طيبة، ولكن فعل ذنباً هو عند الله كبير، وإن كان في نظر الناس صغيراً.
قال الله تعالى: [للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {البقرة:284}.
عذاب القبر للنمَّامين والمغتابين والذين لا يتنزهون من البول:
روى البخاري (218)، ومسلم (292)، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبرين، فقال: «إنهما لَيُعذَّّبان وما يُعذَّبان في كبير، بلى إنه كبير: أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يَسًتَتَر من بوله».
وقوله صلى الله عليه وسلم: (ما يُعذَّبان في كبير) أي: في نظر الناس. وفي رواية: (يمشي بالغيبة) كما عند الإمام أحمد(20373).
عذاب امرأة لأجل هرة حبستها:
وروى البخاري (3318) وغيره، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«دخلت امرأةٌ النَّارَ في هرَّةٍ ـ أي: لأجل هرة ـ ربطتها ـ أي: حبستها ـ فلم تُطعمها، ولم تدعها تأكل من خَشَاش الأرض ـ هوام الأرض وحشراتها ـ».
فهذه المرأةُ أنها كانت مؤدِّية حقوق العبادات، وليس لها ارتكاب للمخالفات، وإنما عُذِّبت بسبب حبسها الهرَّة، فإذا كانت هذه المرأة عذَّبت بإيذائها الحيوان وهو الهرة، وأنت تعلم أن الإنسان أكرم على الله تعالى من الحيوان، فإيَّاك أن تؤذي إنساناً، وإن كنت طائعاً عابداً.
فالرحمة الرحمة بالإنسان، والرحمة الرحمة بالحيوان، فإنَّ ذلك موجب الإيمان، وليس من باب الامتنان. (التقرب إلى الله ) للشيخ عبد الله سراج الدين ص205ـ211.
***

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين