![الدّور ...... ثلاثة](https://islamsyria.com/storage/Setting/default_image/no.png)
خلق الله عز وجل دوراً ثلاثة
الأولى: دار صفاء لا كدر فيها
والثانية: دار كدر لا صفاء فيها
والثالثة: دارٌ مشوبٌ كدرها بصفائها وصفائها بكدرها .
أما الأولى : فهي الجنة ، وهي دار الصفاء الخالص .
فإن نعيمها لا ينفد ، وقرة العين فيها لا تنقطع ، وقد حوت من النعيم الحسيّ والمعنوي ما لا يبلغه الوصف، ولا تحيطه العبارة .
((أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر ))
وجعل الله عز وجل فيها من أنواع المطاعم والمشارب والملابس والمناكح ؛ ما تقر به عيون الموحدين ، ويشرح صدور المؤمنين .
وزينها سبحانه بوجود الأنبياء والصالحين وأتم جمالها وحسنها بوجود النبي صلى الله عليه وسلم فيها
قيل لبعض السلف: شوقنا للجنة؟
قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم !!
وأحسن من ذلك كله رؤية وجه ربنا ورضاه فإنه غاية المنى لأهل التقي .
وأما الثانية فهي النار -نعوذ بالله منها -
وهي دار الكدر الخالص
سوداء مظلمة
قبيحة منتنة
قعرها بعيد ، وحرها شديد ، ومقامعها حديد ، ولا يزداد أهلها فيها إلا من العذاب والوقيد .
جعل الله عز وجل طعام أهلها نار ، وشرابهم نار ، ولباسهم نار ،وحياتهم في النار .
لايزال أهلها يلعن بعضهم بعضا ، ويكفر بعضهم ببعض، ولا ينفعهم أنهم في العذاب مشتركون .
وفوق ذلك يلعنهم ربهم ويخرجهم من رحمته ويهينهم
{ومن يهن الله فما له من الله من مكرم }
غاية أمنية أحدهم فيها أن يموت ، ولكن هيهات ولات حين ممات
"وحسب المنايا أن تكن أمانيا "
وأما الثالثة فهي الدنيا
وهي دار قد اختلط كدرها بصفائها ، وصفائها بكدرها .
فلا صفاء فيها لإنسان مهما علت مرتبته وارتفعت منزلته .
طبعت على كدر وأنت تريدها ** صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ** متطلب في الماء جذوة نار
فمن كان عنده عقل يهديه، وهمة تبصره وترقيه، وقبل ذلك عون من خلقه وباريه ؛
آثر الصافية علي المكدرة ، وباع الدنيا واشتري الآخرة
وعمل في كدره ليوم صفائه
بقدر الكد تكتسب المعالي ** ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد ** أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلا ** يغوص البحر من طلب اللآلي
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
![](https://islamsyria.com/front/imgs/bg-vector.png)
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول