الدروس المستفادة من النموذج التركي

 

أولا: لم يطرح التيار الإسلامي التركي نفسه كمنظمة شمولية بل طرح نفسه كجزب سياسي وترك للمجتمع ان يمارس الأدوار المكملة.

ثانيا: أطلقت الحالة التركية مشروعها اخذة في الاعتبار الواقع الذي تشكل خلال عقود وانطلقت منه وعدلت بوصلتها بالقدر الذي تحتمله الظروف المحلية والإقليمية والدولية ولم تتجاهلها.

ثالثاَ: لم تقدس الحالة التركية لا البرنامج ولا الأشخاص ولا الأشكال ولا الأسماء بل قدست الهدف وتحركت له ضمن اطار الممكنات

رابعاَ: قدمت نفسها من خلال احتياجات الجمهور لا من خلال متطلبات الأيديولوجيا وبالتاي تواصلت مع كل قطاعات المجتمع وليس مع شريحة منه.

خامسا: تواصلت مع العالم الخارجي على أعلى المستويات ولم تعزل نفسها عنه تحت أي ظرف من الظروف واعتبرت التواصل معه جزء أساسيا من الواقعية السياسية الضرورية للعبور لعالم الممكنات بدل السباحة في عالم المعجزات.

سادسا: كانت دائما مستعدة بحزمة من البدائل لا تنضب ولم تتفاجأ بضراوة الاقصاء في أي مرحلة.

سابعا: لم تقدم وعدا بما لا تستطيع ان تنجز.

ثامنا: اعتبرت المجتمع التركي كله تنظيمها ولم تتحرز بدعوى الانتقائية وبالتالي لقيت الدعم من كل المؤمنين بالمشروع الوطني وليس بالضرورة بالمرتكز الإسلامي له.

تاسعا: اعتبرت ان رأس الرمح في مشروعها هو وصولها لاحتياجات الجمهور الأساسية وبقية الأنشطة تكميلية ومساندة فلم تختل عندها الأولويات.

عاشرا: استغلت الفرص التي أتيحت لها في تقديم إنجازات ملموسة لصالح الانسان التركي والكرامة الوطنية فعاشت في ذاكرة الغالبية وليس في ذاكرة البعض.

هذه هي العشرة دروس التي تقدمها التجربة التركية من وجهة نظري كمراقب عن بعد تميزها عن التجربة العربية ورغم اختلاق البيئتين العربية والتركية الا ان روح التجربة يظل قويا حتى مع اعتبارات الفوارق.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين