الداعية الملهم ذلك الجوهر المفقود

د، موسى إبراهيم الإبراهيم


قال الله تعالى {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}( ).
- إن من خصائص هذا الدين العظيم الشمول والخلود، فهو شامل للحياة ومتطلباتها. وللناس على اختلاف ألوانهم ولغاتهم وأزمانهم، كما هو خالد حتى قيام الساعة، تحمله طائفة من البشر تظهر به وتقاتل عليه حتى يأتي أمر الله.
- ومن سنن الله تعالى في حفظ دينه، أن جعل الدعوة إليه تكليفاً شرعياً لكل من آمن بهذا الدين كل حسب علمه ووسعه الذي وفقه الله إليه.
- وليس في الإسلام رجال دين بل كل مسلم رجل دين، قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}( ).
- نعم الدعوة إلى الله تكليف يشمل جميع المسلمين ولكن هناك نوع من الدعاة الربانيين هم الذين يحفظ الله بهم هذا الدين ويعلي رايته. إنهم أولئك الدعاة الصادقون الملهمون الذين عاشوا لهذا الدين بحالهم ومقالهم ووقتهم ومالهم وشغلهم وفراغهم وليلهم ونهارهم وسرهم وجهرهم وشبابهم وشيخوختهم وجدهم وهزلهم وحياتهم وموتهم.
دعاة صبغت الدعوة حياتهم وتركت أثرها وبصماتها على أشخاصهم تراهم فتذكر الله برؤيتهم، ويشتد عزمك بالنظر إليهم.
إذا تحدثوا فحديث القلب الذي يزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة. وإذا صمتوا كان صمتهم أبلغ من الكلام لمن يراهم لما هم عليه من التأمل والتفكر وذكر الله تعالى.
إنهم دعاة فهموا الإسلام كما أنزله الله سمحاً ميسراً يدعون إليه ببصيرة ورشدٍ دون تنطع ولا تفريط.
يستلهمون في جميع أحوالهم هدي النبي % في مقاله وأعماله وأحواله جميعاً.
دعاة حملوا الراية بصدق، وعرفهم الناس وبلوهم عن قرب فوثقوا بهم ومنحوهم الولاء والانقياد عن حب وتقدير وإكبار، وفدّوهم بأعز ما يملكون من نفس ومال.
نعم أولئك الدعاة هم الجوهر المفقود وعند وجودهم تعود للدعوة مكانتها وحياتها بل يعود للحياة بهاؤها وصفاؤها وجمالها المفقود.
فمتى سيكون ذلك؟ وأين نحن من أولئك الرجال الأخيار الأبرار الصادقين؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين