الخلط بين المرحلي والنهائي-1-

في ظلّ الواقع الصعب الذي تعيشه الحالة الإسلامية يسعى فقهاء العمل الإسلامي ومنظروه إلى شقّ طريقٍ للدعوة الإسلامية في بحر التحديات؛

فيلجؤون أحياناً إلى الترخّص والبحث عن مخارج يمكنهم من خلالها "التعايش" لأطول مدة ممكنة مع مؤسسات الواقع البعيد أو المعادي للإسلام؛

بقصد "تخفيف" الهجمة على دعوة الإسلام!

وينظُرون إلى ذلك بعين المصلحة الدعوية؛

التي تكفُل للحركة الإسلامية حياة أطول داخل المجتمع قبل تعرضها للقمع والتضييق أو الاجتثاث؛

بحيث يُتاح لها أن تصل إلى تحقيق قبول متزايد في المجتمع؛ الذي تراهن على أن يحملها ويحميَ دعوتها.

في ظل ّ هذا المنطق المعقول- من حيث الأصل- يبحر المنظرون - ويبحرون بعيدا أحياناً- في اجتهاداتهم التي يرونها تصل بهذه الدعوة إلى برِّ الأمان ..

الأمر الذي قد يصل بهم إلى تضييع العديد من الثوابت الشرعية وتمييع العديد من المفاهيم المتفق عليها!

ويجنح آخرون إلى خلاف هذا كله، ويرونه انحرافاً عن السبيل بالكلية!

ويرون أن ما نزل من الأحكام السياسية في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم هو ما يجب أن يطبق بغض النظر عن الظرف وطبيعة المرحلة؛ 

فيحملون الأمة على ما لا تطيق، ويقتحمون بالشباب المهالك!

والحقّ بين الطرفين كما يبدو لي؛

وهو ما أود إلقاء الضوء عليه في القادم إن شاء الله ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين