
درسنا الشيخ عبد الله خير الله الفقه ، وكان مُتمكِّنا ، وكان مفتياً لقضاء جبل سمعان مع التدريس . ثم دَرَّسنا بعده الشيخ محمد الملاح ، وكان الشيخ الملاح يفضِّل نفسه ويظهر علمه ويريد إبراز نفسه والنَّيْل ضمناً من بعض الأساتذه ، فزرع في أنفسنا كره بعض الأساتذة ، منهم الشيخ أبو الخير زين العابدين ، فقد حاول كثيراً أن يزرع كرهه في نفوسنا فلم يتمكَّن ؛ لأن الشيخ أبا الخير رحمه الله وغفر له عنده مقدرة في الإقناع وجودة العرض وحُسْن الترتيب لم نجده عند كثير من أمثاله.
الشيخ أبو الخير يمتاز بهمَّة عالية ، نفسيته نفسية مَلِك بل كان ملكاً بالفعل ، ملكاً في مشيه ، ملكاً في كلامه ، ملكاً في تعبيراته ، وكان مُتمكِّناً في العلم ، وكان ذكياً من الأذكياء النابغين ، يستطيع أن يقنعك بخلاف رأيك الذي أنت عليه ، بل وتخرج من عنده وأنت راضٍ. وقد قام مرةً ضدَّ الشيخ عطا الصابوني مدير المعهد، وأنا كنت في صف الشيخ عطا ، لأنه كان سبب دخولي في المعهد ومتابعة طلب العلم، لكن الشيخ أبا الخير أقنعنا ، وحوَّلنا إلى جانبه ومشينا معه .
الشيخ عبد الله سلطان ؟
يطعن في الشيخ أحمد القلاش ويعلق على كلمة (قلاش) ، وبدأ بالشيخ القلاش، ثم بالشيخ أبي الخير زين العابدين ، ثم بدأت الأمور تتوسع ، وكل هؤلاء العلماء كانوا قدوةً لنا ، فلما رأيناه تجاوز الإدارة إلى الطعن فيهم، وبدأ المعهد يخرِّج الطلاب واكتملت الصفوف السبعة وانتظمت الدراسة فيها ، وكنت أنا في السنة الرابعة ، ولا يوجد وظائف في الأوقاف، وكنا كغيرنا من طلاب العلم في مجال التعيين بهذه الوظائف ولم نكن نُفَضَّل على غيرنا و نحن طلاب علم منتظمون ، فطلبوا من الشيخ أن يهتم بهذا الموضوع فلم يستجب ولم يرض أن يتابع الأمر ، فاجتمع الأساتذة لكي يقرّروا لنا ما يفيدنا.
الطلاب الذين طردهم الشيخ السلطان رحمه الله تعالى؟
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

التعليقات
يرجى تسجيل الدخول