الحلقة السادسة من الحوار مع فضيلة الشيخ محمود ميرة

درسنا الشيخ عبد الله خير الله الفقه ، وكان مُتمكِّنا ، وكان مفتياً لقضاء جبل سمعان مع التدريس . ثم دَرَّسنا بعده الشيخ محمد الملاح ، وكان الشيخ الملاح يفضِّل نفسه ويظهر علمه ويريد إبراز نفسه والنَّيْل ضمناً من بعض الأساتذه ، فزرع في أنفسنا كره بعض الأساتذة ، منهم الشيخ أبو الخير زين العابدين ، فقد حاول كثيراً أن يزرع كرهه في نفوسنا فلم يتمكَّن ؛ لأن الشيخ أبا الخير رحمه الله وغفر له عنده مقدرة في الإقناع وجودة العرض وحُسْن الترتيب لم نجده عند كثير من أمثاله.

الشيخ أبو الخير يمتاز بهمَّة عالية ، نفسيته نفسية مَلِك بل كان ملكاً بالفعل ، ملكاً في مشيه ، ملكاً في كلامه ، ملكاً في تعبيراته ، وكان مُتمكِّناً في العلم ، وكان ذكياً من الأذكياء النابغين ، يستطيع أن يقنعك بخلاف رأيك الذي أنت عليه ، بل وتخرج من عنده وأنت راضٍ. وقد قام مرةً ضدَّ الشيخ عطا الصابوني مدير المعهد، وأنا كنت في صف الشيخ عطا ، لأنه كان سبب دخولي في المعهد ومتابعة طلب العلم، لكن الشيخ أبا الخير أقنعنا ، وحوَّلنا إلى جانبه ومشينا معه .

الشيخ عبد الله سلطان ؟

يطعن في الشيخ أحمد القلاش ويعلق على كلمة (قلاش) ، وبدأ بالشيخ القلاش، ثم بالشيخ أبي الخير زين العابدين ، ثم بدأت الأمور تتوسع ، وكل هؤلاء العلماء كانوا قدوةً لنا ، فلما رأيناه تجاوز الإدارة إلى الطعن فيهم، وبدأ المعهد يخرِّج الطلاب واكتملت الصفوف السبعة وانتظمت الدراسة فيها ، وكنت أنا في السنة الرابعة ، ولا يوجد وظائف في الأوقاف، وكنا كغيرنا من طلاب العلم في مجال التعيين بهذه الوظائف ولم نكن نُفَضَّل على غيرنا و نحن طلاب علم منتظمون ، فطلبوا من الشيخ أن يهتم بهذا الموضوع فلم يستجب ولم يرض أن يتابع الأمر ، فاجتمع الأساتذة لكي يقرّروا لنا ما يفيدنا.

الطلاب الذين طردهم الشيخ السلطان رحمه الله تعالى؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين