
الحقائق لا تتغير ... وتتغير مفاهيم الإنسان تبَعاً لما يزرعه فيه مجتمعه وأبواه .
مثال على ذلك ما رأيته في فضائية ألمانية بين شباب مسلمين وأمثالِهم من الألمان ، فالمسلمون لا يقربون الزنا امتثالاً لله وطاعة ، وإيماناً به وحباً ، ويرى الألمان أن المسلمين يمنعون أنفسهم بعض حقوقهم الطبيعية .
ونسي هؤلاء أن للإنسان أن ينال حقه بما لا يجعله يتعدّى أوامر الخالق وشريعتَه ،
ولعل العقيدة التي عنها تنبثق التربية والمفاهيم هي التي تسيّر هؤلاءِ وهؤلاء ، فيتغيرُ الحرام والحلال تبَعاً للتربية التي تلقّاها الناس .
مثال ذلك أن تضع برنامجاً في الحاسوب لدراسة النصوص الشعرية ، فترى الدراسة تدور حول المفاهيم التي وُضعت ، فلا تتعدّاها ، وتضع برنامجاً آخر قد يكون مخالفاً في قواعده للبرنامج الأول ، فتأتي الدراسة المعتمِدةُ عليه مختلفة قدْر اختلافِ البرنامجين .
تتغير المفاهيم ، فتتغير الاحكام ، وكل يدّعي وصلاً بليلى ، ينافح عن مواقفه ، ويراها الحقّ . ولكنّ الحقيقة سبيلٌ واحد لا سبيلان ، ، فإذا بأحد الطرفين حائدٌ عن الطريق وهو يظنّ أنه على هدى .
من هنا ينبغي أن يتجرّد المنصف فيبحثَ عن الحق بعيداً عن الترسبات العالقةِ به والمفاهيمِ التي رًبّي عليها ، والأهواءِ التي تحكمه ، وهذا ليس أمراً سهلاً ، فالتجرد من هذه الأمور التي غاصت في الإنسان وحكَمَت مفاهيمه وتصرفاتِه فجُبل عليها يحتاج إلى دَفعة نابذة قوية . وما ينفلت من أسْرها إلا ذو الهمة المخلصُ في الوصول إلى الحقيقة
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

التعليقات
يرجى تسجيل الدخول