الحزبية المقيتة

هي كل ما يصدر عن الفرد من ممارسات أو تصريحات توحي بأنه إمعة؛ منساق وراء هواه الشخصي أو عشيرته أو جماعته أو نظامه دونما استبانة ولا وعي، ولا تمييز للطيب فيقبله ويتبناه ويدافع عنه وينشره .. وللخبيث فيرفضه ويأباه ويكرهه ويتجاوزه ..

ولا علاقة للحزبية المقيتة بما يشيعه البعض من أنها مجرد الانتماء لجماعة أو عشيرة أو وطن .. طالما أنه يؤمن بأن هذه كلها مجرد أدوات ووسائل تنصهر في الانتماء العام للأمة ونبضها، وتسعى لأن تجلب سعادتها وتخفف من أحزانها ..

‏وحكم الانتماء لأي شيء يتبع للغاية منه؛ فمن انتمى لفريق أو تيار أو عشيرة أو جماعة بقصد التعاون على الخير والائتلاف على المعروف فهذا حسن قد يصل إلى الوجوب؛ لانه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .. وصدق الله: "وتعاونوا على البر والتقوى" ..

‏ ومن انتمى إلى جماعة الأشرار الفاسدين المفسدين فقد تعرض للنهي في قوله تعالى: "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".

‏وقد أبقى النبي صلى الله عليه وسلم على مسميات تكتلات الصحابة ليبقى التنافس فيما بينهم على الخير؛ فهذا أنصاري وهذا مهاجر .. وهذا أوسي وذاك خزرجي .. وكانوا عباد الله إخوانا.

‏وليست كلمة (حزب) المجردة بالكلمة المنكرة، لأنه في الوقت الذي ذكر فيه القرآن" حزب الشيطان" وقال بأنهم هم الخاسرون .. ذكر "حزب الله" وقال بأنهم هم المفلحون.

‏وأكثر منكري الحزبية المقيتة تجدهم (للأسف) يقعون في التحزب والتعنصر لذواتهم وآرائهم الشخصية، وتياراتهم ومذاهبهم ومشايخهم ووظائفهم والداعمين لهم، ويستميتون في الدفاع عنهم، وإن لم يكونوا أصحاب انتماءات لجماعة أو حزب من الأحزاب!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين