الحاكمية أصل الأصول ومنبع المنقول والمعقول

 

قال الشهيد سيد قطب رحمه الله: "إن الإسلام لا يغلب حين يكون له أعداء أقوياء، ولكنه يغلب حين يكون له دعاة سدج تنطلي عليهم حجج الباطل."

كنت أود أن يكتب أستاذنا الدكتور فاروق حمادة عن طغيان النظام السوري المستبد الذي أباد العباد، ودمر البلاد، فأكثر هو وحلفاؤه فيها الفساد، من غير أن يراعي حرمة دين، ولا عهود ولا مواثيق إنسانية. أو أن يستنكر مجزرة القرن التي أتت على يد فرعون مصر الجديد الذي لا يكاد يبين، بتواطؤ ودعم من هو أعلم بهم وأعرف، ولكن مع الأسف اختار صاحب (المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل) أن يوجه سهم طعنه إلى خاصرة الإخوان، الذين استحر فيهم القتل منذ ما يقرب من قرن من الزمن، دون إنصاف وعدل، ولعل ذلك كان تحت الطلب أو إرضاء لأولي النعمة، متناسيا عهدا قديما قد مضى حين كان يومها بسوريا زمن مصطفى السباعي رحمه الله. والحديث في هذا الشأن طويل الذيل. ولكن لا بأس أن نعري عن بعض المغالطات التي طفق فاروق حمادة يروج لها ويصف بها الإخوان.

حاكمية الله تعالى أصل الأصول

بعيدا عن كل المزايدات والخلافات غير المجدية، إن الإقرار بحاكمية الله تعالى من المسلمات والبديهيات التي لا ينازع فيها أحد من المسلمين، بل لا يصح إيمان مؤمن إلا بالإقرار بها، والدليل على ذلك قوله عز وجل: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا." (النساء:60،61)

قال ابن كثير: "هَذَا إِنْكَارٌ مِنَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، عَلَى مَنْ يَدَّعِي الْإِيمَانَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْأَنْبِيَاءِ الْأَقْدَمِينَ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يُرِيدُ التَّحَاكُمَ فِي فَصْلِ الْخُصُومَاتِ إِلَى غَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، كَمَا ذُكِرَ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ: أَنَّهَا فِي رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ تَخَاصَمَا، فَجَعَلَ الْيَهُودِيُّ يَقُولُ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ مُحَمَّدٌ. وَذَاكَ يَقُولُ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ. وَقِيلَ: فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، مِمَّنْ أَظْهَرُوا الْإِسْلَامَ، أَرَادُوا أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى حُكَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ." [تفسير ابن كثير]

وقال العلامة رشيد رضا رحمه الله: " وَمَنْ قَصَدَ التَّحَاكُمَ إِلَى أَيِّ حَاكِمٍ يُرِيدُ أَنْ يَحْكُمَ لَهُ بِالْبَاطِلِ وَيَهْرُبَ إِلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِالطَّاغُوتِ، وَلَا كَذَلِكَ الَّذِي يَتَحَاكَمُ إِلَى مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَحْكُمُ بِالْحَقِّ، وَكُلُّ مَنْ يُتَحَاكَمُ إِلَيْهِ مِنْ دُونِ اللهِ وَرَسُولِهِ مِمَّنْ يَحْكُمُ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ فَهُوَ رَاغِبٌ عَنِ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ، وَذَلِكَ عَيْنُ الطَّاغُوتِ الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الطُّغْيَانِ الْكَثِيرِ،" [تفسير المنار]

وقال عز وجل: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا." (الأحزاب:36).

وقال سبحانه وتعالى: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ." (الأعراف54).

وقال جل شأنه: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما." (النساء:65).

وقال سبحانه وتعالى: "أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون." (المائدة:50).

ثم لا يخفى أن الله تعالى خلق الإنسان ليخلفه في الأرض، فقال عز وجل مخاطبا الملائكة: "إني جاعل في الأرض خليفة." (البقرة 30)، ثم من بعد ذلك أرسل رسله وبعث أنبياءه ليبلغوا رسالاته، وفي نفس الوقت ليقضوا بين الناس ويحكموا بينهم بالعدل، فقال جل جلاله: "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (ص:26).

ولما ختم عز وجل رسالاته بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم خاطبه بقوله: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا." (المائدة:48)

وبهذا ترى أن هناك آيات كثيرة في شأن الحاكمية والحكم، وقد أشبعت بحثا وتنقيبا وتفصيلا، فمن الصعوبة ادعاء أنها من مبتكرات الإخوان وعلى رأسهم الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، إذ كيف يستقيم إقرار مسلم بالخالقية لله دون الحاكمية؟ لذلك وجدنا علماء الأصول يعقدون للحاكمية مباحث نفيسة في مبحث الحكم الشرعي، يتحدثون فيه عن الحكم والحاكم والمحكوم عليه والمحكوم فيه. 

على أن هذا يدلنا أن الإخوان ومن سبقهم، ومن سيأتي بعدهم إنما يؤكدون على هذا المبدأ الأصيل الذي لا ينكره إلا من في قلبه دخن. وبهذا يتبين أن قضية الحاكمية والحكم لم تولد في السجون كما زعم الدكتور فاروق، وإنما هي من صميم دين الإسلام.

ثم ننبه على مسألة أخرى جعلت من الرعيل الأول يركز على قضية الحاكمية، وليس الإخوان وحدهم وإنما كثير من العلماء المناضلين مثل علال الفاسي وابن عاشور  وغيرهما رحمهم الله جميعا، وهو التحول الذي طرأ على العالم الإسلامي من الحكم بشريعة الإسلام إلى الحكم بالقوانين الأجنبية التي فرضها المستعمر بالقوة، وصاغ لها كائنات على صورته على حد تعبير علال الفاسي رحمه الله، حيث بدأ المد العلماني الفاصل بين الدين والدولة يتسرب ويفرض على بلدان العالم الإسلامي بالقوة. فانبرى المخلصون من العلماء والدعاة إلى الدفاع عن الشريعة والمطالبة بإحلالها محل القوانين الأجنبية الدخيلة والغريبة.

 وقد كان من بينهم العلامة المغربي -أستاذ فاروق- علال الفاسي رحمه الله، الذي كانت له علاقة أخوية كبيرة ومتينة مع الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى، حيث أفرد لهذه القضية كتابا نفيسا ومهما جدا وهو الموسوم بـ(دفاع عن الشريعة)، إذ بين فيه خطورة هذا التحول من الحكم بالشريعة إلى الحكم بالقانون الأجنبي، وكشف فيه أيضا عن مقاصد السياسة الاستعمارية. قال علال الفاسي رحمه الله: "فليس يكفينا أن يرجع الساكنون في المغرب كلهم لمحكمة واحدة. وليس يكفينا أن يحكم عليهم جميعا قضاة مغاربة....الغاية عندنا هي إعادة النظر في القوانين النافذة في المغرب، في مختلف المحاكم الموجودة، وتوحيدها في قوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية، أو هي الشريعة الإسلامية مدونة تدوينا عصريا، مع الاجتهاد الضروري لسد حاجة العصر." (دفاع عن الشريعة 24،25).

إذا تقرر أن حاكمية الله تعالى من صميم شريعة الإسلام، وأنه لا ينازع فيها أحد من علماء المسلمين، فإنه ينبغي في هذا السياق بيان ما زعمه الأستاذ فاروق حمادة من كون الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله "جعل مسألة الحكم والدولة من أصول العقائد مخالفاً بذلك جميع علماء الإسلام قبله،" وتوضيح ذلك في ما يلي:

أولا: أن كلام حسن البنا رحمه واضح جدا، حيث بين فيه شمولية نظام الإسلام لكل مظاهر الحياة، ونظام الحكم جزء منه، لا يمكن إنكاره البتة، ففي هذا السياق العام ينبغي فهم كلام الشهيد حسن البنا رحمه الله.

ثانيا: مسألة جعل الحكم أو الإمامة من أصول العقائد، هذا أمر جرى عليه جل علماء أصول الدين والعقيدة والكلام منذ قرون خلت، فمن المجازفة ادعاء أن حسن البنا رحمه الله خالف "جميع علماء الإسلام قبله"، فهذا مجرد دعوى لا دليل عليها، وتشغيب لا يليق بأهل العلم، وإلا فكتب العقائد أدرجت مسألة الإمامة أو الخلافة ضمن مسائل العقيدة. لكن من حقنا أن نتساءل لماذا أدرجوها هناك، ما هي تعليلاتهم في ذلك؟ الجواب ماذكره إمام الحرمين الجويني رحمه الله في (الإرشاد). وأنا أحب هنا أن أنقل ما فند به العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله تشكيك علي عبد الرازق في مسألة (حكم الخلافة)، وفي ثناياه كلام الجويني. قال ابن عاشور: "ولهذا أدرج علماء الكلام مسألة الخلافة في المسائل الاعتقادية                              تسامحا لمشابهتها بمسائل الاعتقاد في قطعية الأدلة وفي ترتب الضرر على الغلط فيها، كما بينوه في كتبهم. وقد أفصح عن ذلك إمام الحرمين رحمه الله إذ قال في كتاب (الإرشاد): "الكلام في الإمامة ليس من أصول الاعتقاد، والخطر على من يزل فيه يربى على الخطر على من يجهل أصلا من أصول الدين، ويعتوره نوعان محظوران عند ذوي الحجاج: أحدهما: ميل كل فئة إلى التعصب وتعدي حد الحق، والثاني: عد المحتملات التي لا مجال للقطع فيها من القطعيات." فلما تطلبوا الأدلة القطعية وجدوها في الإجماع، والمراد من الإجماع أعلى مراتبه وهو إجماع الأمة من العصر الأول استنادا للأدلة القاطعة القائمة مقام التواتر، وهو في الحقيقة مظهر من مظاهر التواتر المعنوي. وأي دليل على اعتبارهم الخلافة من قواعد الدين أعظم من اتفاق الصحابة عليه وهرعهم يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك من غير مخالف." (نقد علمي لكتاب الإسلام وأصول الحكم 6).

من هنا نتساءل ما العيب في أن يكون مما يسعى إليه الإخوان أو غيرهم من الحركات الإسلامية إلى الحكم قصد إصلاح الدولة والمجتمع؟ وهل غيرهم من العلمانيين والملحدين والطغاة يسعون بين الصفا والمروة؟ فالسعي إلى الحكم بالطرق المشروعة والمعقولة من الوسائل المحققة لمقاصد الإسلام. نعم ليس طريق الحكم هو الطريق الوحيد، وإنما هناك العمل الاجتماعي والعلمي والثقافي والفني...إلخ.

فالذي يعيب على الإخوان سعيهم للحكم بالطرق المشروعة فلا جرم أنه في الحقيقة ينكر ويحجر على إرادة شعبية كبيرة من ورائهم، ينكر عليها أن ترجع إلى دينها وإسلامها في كل شيء، ويريد منهم أن يبقوا دراويش قابعين في الزوايا تحركهم أيادي الاستبداد والطغيان متى شاءت، وتملي عليم ما تشاء، وتتحكم في إرادتهم ووجودهم وتسوقهم مثل الدواب. فهل هذا ما يريده الإسلام؟

هل يكفر الإخوان المجتمع؟

هذا من التهم الباطلة، والجرح غير المفسر، فيتوقف فيه حتى يأتي البيان، وليس من المنهج العلمي أن نبتر الكلام عن سياقه، أو نؤوله تأويلا فاسدا، فالشهيد سيد قطب رحمه الله لم يكفر المجتمع، وإنما بين وأكد على الحاكمية لله تعالى، وأنه فرق بين ولاء المناصرة وولاء العقيدة، وهذا ما أكده الباحث المدقق سالم علي البهنساوي ردا على المفترين على الشهيد، قال: "وسيد قطب إنما يهدف إلى حث المسلمين لتكوين تجمع حركي إسلامي يواجه التجمع الحركي الجاهلي، ولا يتعرض في هذا للحكم بكفر من لم يستجب إلى هذه الدعوة وينضوي تحت لوائها، ويأتمر بقيادة جماعتها على اختلاف هذه الجماعات وتباينها في الوسائل لا الغايات." (الحكم وقضية تكفير المسلم 124،125).

 ولا ندري، وهذا مما سكت عنه الدكتور فاروق حمادة، هل هو على مذهب علي عبد الرازق في فصل الدين عن الدولة، وأن الإسلام دين لا دولة. فكان عليه أن يبدي موقفه لا يتركه هكذا غامضا متسترا وراء نقد الإخوان. وهذا يجرنا إلى القول بأن الإخوان أصحاب سلم وسلام، ولا أدل على ذلك من تعرضهم للقتل والحرق والتشريد ومع ذلك لا يزالون على سلميتهم.

وهذا يجرنا إلى القول أيضا إنه من حق كل مسلم يرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن يصف كل ما يناقض أصول الإسلام بالجاهلية، فحينما يرى العري والفساد الأخلاقي والدعارة وكل مظاهر الانحلال والتفسخ، من حقه أن يقول هذه أعمال من الجاهلية. ودليلنا على ذلك أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالها لصحابي كريم أبي ذر رضي الله عنه حينما عير بلالا رضي الله عنه بأمه السوداء. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك امرؤ فيك جاهلية." فقد وصف فعلا من أفعاله بالجاهلية، وماذا يقول الدكتور فاروق حمادة في الحكومات والدول والمجتمعات التي تعطل شرع الله بل تحاربه وتحارب دعاة نشر الفضيلة والاستقامة والرجوع إلى دين الله تعالى؟ بل ما يقول في من يمول الانقلابات، ويزعزع استقرار البلدان، ويبيد أهلها ويدكهم دكا، ويروع الآمنين، ويحارب الدعاة، ويزور الانتخابات ضدا على إرادة الشعب؟ هل هؤلاء على "استقامة ومحجة ليلها كنهارها"؟ أليس هؤلاء قطعا من قطاع طريق الوصول إلى الشريعة، وهم في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء.

إن الذي يعلمه فاروق حمادة قبل غيره أن التطرف والعنف لم يكن وليد فكر الإخوان، ولا الجماعات الإسلامية المعتدلة المقتفية الوسطية في تفكيرها وسلوكها، وإنما سببه الأنظمة الاستبدادية الفاسدة، وسببه الطغاة الظلمة الفجرة الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ولا يراعون له عهدا ولا حرمة، الذين أزالوا الشريعة من الواقع، وقضوا على التعليم الشرعي، فهؤلاء -بلا شك- هم من فرخ الإرهاب والتطرف والعنف، وساعدهم على ذلك سكوت العلماء أو تواطؤ بعضهم، وتنكبهم طريق البيان والدعوة. قال عز وجلك "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (آل عمران:187).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين