الحافظ ابن حجر

في مثل هذا اليوم  18 من ذي الحجة سنة 852هـ  توفي  الحافظ الكبير  ابن حجر العسقلاني عن 79 عاما.


وهو أحمد بن علي بن محمد بن حجر الكناني العسقلاني الأصل المصري المولد والمنشأ والوفاة الشافعي قاضي القضاة وأمير المؤمنين في الحديث .
عرف بابن حجر وهو لقب لبعض آبائه ، ولد بالفسطاط فى شعبان سنة 773 هـ  وتوفي سنة 852هـ  ، وقد نشأ يتيما فكفله وصي والده زكي الدين الخروبي كبير التجار بمصر ، وعندما حج هذا الوصي سنة 784هـ، اصطحب ابن حجر معه، فمكنه ذلك من دراسة الحديث بمكة المكرمة وهو فى سن الثانية عشر من عمره ، ولما عاد إلى القاهرة درس على يد جماعة كبيرة من علماء عصره، وفى مقدمتهم شمس الدين القطان، ومن شيوخه الكبار الحافظ زين الدين العراقي، التقى به في شهر رمضان سنة ست وتسعين وسبعمائة، فلازمه عشرة أعوام، وحبب إليه فن الحديث، وتلقى الفقه من الشيخ ابن الملقن والعز بن جماعة.
 ولقد قام ابن حجر العسقلاني بعدة رحلات دراسية بالبلاد المصرية والشامية والحجازية واليمن . وبالجملة فقد تلقى ابن حجر مختلف العلوم عن جماعة من العلماء كل واحد كان رأسا في فنه، كالقراءات والحديث واللغة والفقه والأصول ، وانكب على دراسة الحديث وتصنيفه .
الوظائف التي شغلها 
شغل اين حجر الكثير من الوظائف المهمة فتولى الإفتاء والقضاء، وعني عناية فائقة بالتدريس واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل (المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الاستادار وغيرها ) .

مؤلفاته


له مؤلفات وتصانيف كثيرة زادت على مائة وخمسين مصنفا من أشهرها : 


1. " فتح الباري شرح صحيح البخاري " ، ومكث ابن حجر في تأليفه أكثر من عشرين سنة. ويعد هذا السفر العظيم أفضل شرح وأعمه نفعا لصحيح البخاري، وقد تضمن ذلك الشرح ذكر أحاديث أخرى وعلق ابن حجر على أسانيدها وناقشها حتى كان بحق ( ديوان السنة النبوية ) ، وكذلك لما تضمنه من فقه وأصول ولغة ومناقشة للمذاهب والآراء في شتى المعارف الإسلامية . 
وقد اشتهر هذا الكتاب في عهد صاحبه حتى قبل أن يتمه، وبلغ شهرته أن الملك شاه رخ بن تيمور ملك الشرق بعث بكتاب إلى السلطان برسباي يطلب منه هدايا من جملتها ( فتح الباري ) فجهز له ابن حجر ثلاث مجلدات من أوائله .
2. الإصابة في تمييز الصحابة ، وهو كتاب ترجم فيه للصحابة الكرام فكان من أهم المصادر في معرفة الصحابة . 
3. المطالب العالية من زوائد المسانيد الثمانية ، ذكر فيه زوائد مسانيد ثمانية على الكتب الستة المشهورة، والمسانيد الثمانية هي : مسند " ابن أبي عمر العدني "، ومسند " أبي بكر الحميدي " ، ومسند " مسدد " ، ومسند " الطيالسي " ، ومسند " ابن منيع " ، ومسند " ابن أبي شيبة " ، ومسند " عبد بن حميد " ، ومسند " الحارث " ، ومسانيد أخرى وقعت له غير كاملة ، وقد رتب كتابه على أبواب الأحكام الفقهية.
4. " إنباء الغمر بأبناء العمر " دون فيه الحوادث المعاصرة في مصر،ذكرما وقع فى البلاد الأخرى من التركستان إلى المغرب .
5. كتاب "الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة "،ضمنه تراجم أعيان القرن الثامن الهجري من سنة إحدي وسبعمائة إلى أخر سنة ثماني مائة.
6. كتاب " رفع الإصر عن قضاة مصر " وهو معجم لقضاة مصر الذين تولوا القضاء منذ الفتح الإسلامي إلى أخر القرن الثامن الهجرى
7. تهذيب التهذيب و مختصره: " تقريب التهذيب " .
8 . " تغليق التعليق " وغير ذلك الكثير 
.أفرد ترجمته تلميذه الحافظ السخاوي، في كتاب: :الجواهر والدرر"، ومن أفضل الدراسات المعاصرة : كتاب شاكر عبد المنعم عن الحافظ ابن حجر وموارده في الإصابة،  وكتاب الأخ عبد الستار الشيخ في سلسلة أعلام المسلمين التي تصدر عن دار القلم بدمشق.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين