الجدل الحدّي علاقة أمريكا بإيران أنموذجاً

في كل أزمة تمر نرى نوعا متكررا من الجدل الحدّي (أسود وأبيض) واختفاء الاحتمالات والألوان الأخرى، ولنأخذ نموذجا العلاقات الأمريكية الإيرانية، والجدل الحاد بين نظريتين: (أمريكا متفقة مع إيران وما يظهر من خلاف إنما هو مؤامرة وخداع)، والنظرية الثانية: (إيران تقود محور المقاومة ضد المشروع الصهيوأمريكي) وكل فريق يأتي بعشرات الشواهد على نظريته..

يا أخي أنت وأخوك في البيت تتفق معه في مسائل وتختلف معه في مسائل، والجماعة الواحدة تجتمع على نقاط جامعة وتفترق بمنافسات وخلافات داخلية، وداخل الدولة الواحدة أحزاب متصارعة وتيارات متنافسة حتى في داخل أمريكا وداخل إيران، فكيف بالعلاقات بين دولة وأخرى؟

لنجرب فنفكر بطريقة أخرى ونطرح الاحتمالات المختلفة (مجرد محاولة لصناعة الوعي وتغيير طريقة التفكير):

الملفات التي يترجح اتفاق إيران وأمريكا عليها:

1- إيران أداة أمريكا لصناعة الفوضى الخلاقة

2- إيران أداة أمريكا لابتزاز العرب ودول الخليج.

3- إيران أداة أمريكا لتقسيم العالم الإسلامي وإشغاله بنفسه وغلق أي متنفس للوحدة والتفاهم.

الملفات التي يترجح اختلاف إيران وأمريكا عليها:

1- التفوّق العسكري لإيران والذي يزعزع الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، خاصة مع وجود البرنامج النووي، فإسرائيل ترفض ذلك لأن إيران النويية ليست بالضرورة أن تبقى خمينية أو خامنائية، فتغير النظام وارد.

2- العلاقات الخارجية لإيران كالعلاقة مع الروس والصين، خاصة بعد أن أخذت بعدا عسكريا كما في سوريا.

3- مد إيران لجماعات مسلحة في فلسطين ولبنان واليمن وإمكانية خروج هذه الجماعت عن الحدود المرسومة.

من هنا يأتي مثلا ضرب سليماني، وإضعاف قدرة الدعم الإيراني للجماعات المسلحة من خلال العقوبات الاقتصادية، وفي الوقت ذاته نجد حرص الأمريكان على بقاء النظام الإيراني وتجنب المواجهة الحاسمة معه، وقد تختل هذه المعادلة بالمستجدات والتقلبات السياسية والعسكرية، ولذلك تبقى كل الاحتمالات مفتوحة من التحالف إلى التهادن إلى التصادم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين