الثامن من آذار.. اليوم العالمي للمرأة

اليوم العالمي للمرأة

موفق الشيخ إبراهيم

 

الثامن من آذار من كلِّ عام .. هو اليوم العالمي للمرأة .. نبعت فكرته من مخرجات مؤتمر الإتحاد النسائي الديقراطي العالمي المتطرِّف .. المنعقد سنة 1945م .. والمتشكِّل من المنظمَّات الرديفة للشيوعية .. وتمَّ اعتماده وتعيين تاريخه من جهة الأمم المتحدة سنة 1977 م .. وهو فرصة لتعالي أصوات نشاز عن الفطرة البشرية السويِّة من مثل مساواة الرجل بالمرأة .. وشرعنة الزواج المثليِّ والإجهاض والإختلاط المفتوح بين الجنسين دون ضوابط .. وكذا التحول الجنسي وأيضاً إلغاء مبدأ قوامة الرجل على المرأة  وهكذا.. ولاحظوا أنَّ عنوان اليوم العالمي للمرأة .. لسنة 2017 كان بعنوان مزركش ومبطن ومغمور بالفساد: تجرأي على التغيير!.

والأمَّة المسلمة صاحبة انتماء وهويَّة .. ومتميِّزة حتى في تقاليدها ومناسباتها .. وهي تأبى أيَّ شكلٍ من العولمة أو أيَّ لون من ألوان الغزو الفكري .. والأصل أنَّ جدرانها محصَّنة من الداخل .. وهي دائماً عرضةً للتهديد من قبل خصومنا التقليديين .. وأطرح هنا تساؤلين اثنين أولاهما: ماذا عن المرأة المسلمة التي تعرَّضت منذ زمن ليس ببعيد .. في فلسطين والعراق والصومال لشتَّى أنواع التنكيل .. وفي السنوات الأخيرة في اليمن وميانمار وفي سوريا الجريحة .. تُقصَف بالأسلحة المحرَّمة دولياً ولا نسمع صوتاً ينتصر لها.

وثاني السؤالين: هل نجحت فلسفة الغرب التي تدَّعي الحداثة .. في إيصال المرأة العصرية إلى امتلاك حقوقها .. ومن يستقرأ واقع المرأة الغربية ويتعامل مع لغة الأرقام يرى شيئاً مذهلاً وعجاباً ... في وقت أعلن فيه المنصفون من مثقفي الغرب ومفكِّريه .. كيف حرَّر الإسلام المرأة .. وأعطاها حقوقها كاملةً دون نقصان .. ولا غرابة في ذلك كون الإسلام صبغة الله .. التي لا تصلح لأيِّ زمان ومكانٍ فحسب .. بل نستطيع القول: بأنَّه لا يصلح لأيِّ زمان ومكانٍ إلا الإسلام الصافي من الشوائب والإسلام وحده .. الإسلام الذي يتعرَّض الآن لشتَّى ألوان العداء بدون مسوِّغ سوى الانتصار لنقائص النفس البشرية وأهوائها.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين