المصلحون واولهم الانبياء والرسل ينظرون دائما الى المساحات التي يستطيعون العمل فيها والارتقاء بها ولا يستهلكون عقلهم وفكرهم ونفسيتهم ومشاعرهم في الامتعاض والحنق من الواقع فرصيدهم من التفكير والمشاعر غال جدا عليهم فلا يصرفونه الا فيما يحقق الاثر والربح والعائد الذي يزيد رصيدهم ليعطوا من جديد.
لننظر إلى ملايين الناس وهم ينشرون المنشورات المكتوبة والمسموعة والمرئية كل دقيقة حنقا من الاوضاع في كل وسائل الإعلام لتخلق لنا جوا من الحنق والرفض والكآبة والإحباط.
إنه سطو على رصيدنا العقلي والروحي والمشاعري والانتاجي.
إن تتبع هذه المنشورات لمعرفة الواقع تختلف عن تتبعها لنتماهى ونندمج معها لنقع فريسة في مصيدتها في النهاية.
وإن من اكبر مداخل الشيطان أن نظن أن هذا التفاعل ورد الفعل الساخط مع هذه المنشورات هو المطلوب منا.
لذلك اقول وبكل ثقة: إن اكثر الناس المتشغلين بواقعهم السيء فقط هم أقل الناس إنتاجا وإنجازا وإصلاحا وحيوية
لنتامل سوية هذه النصوص:
_ يَٰبَنِىَّ ٱذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيْـَٔسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ ۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيْـَٔسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْكَٰفِرُونَ.
_ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ.
_ كَأَنِّي أنْظُرُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فأدْمَوْهُ، وهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وجْهِهِ ويقولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي؛ فإنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ.
_... احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ ولا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول