التعليم الشرعي ومدارسه في القرن الرابع عشر

 

 

1.   المدرسة الإسماعيلية (نموذجاً)

أنشأها مدرسة إسماعيل بك بن محمد انطرمه لي سنة 1255هـ ,  (الحكمدار) الحاكم لمدينة حلب من قبل إبراهيم باشا المصري  وأوقف عليها الكثير من الأوقاف, بساتين وأراضي زراعية وطواحين وغيرها, كما أوقف عليها عدداً من الكتب النفسية تبلغ خمسين كتاباً، وقد ضاعت معظم هذه الكتب والقليل الذي بقي منها نقل إلى مكتبة المدرسة (الخسروية ) وكانت عامرة بالطلاب والمدرسين في بداية هذا القرن[1]

 

من شيوخها الشيخ عبد القادر سلطان وأبنه الشيخ عبد الله والشيخ محمد البدوي, ثم الشيخ أحمد الكردي[2] ومن بعده ابنه الشيخ محمد مهدي الكردي

 

ــ  يقوم نظام التدريس فيها على نظام المجاورة

ــ عدد الطلاب المجاورين فيها عشرة طلاب .

ــ عدد الشيوخ فيها شيخان ومعلم للقرآن الكريم

ــ مناهجها بالإضافة إلى القرآن , علوم الآلة ـ النحو والصرف وعلوم اللغة العربية ـ والفقه والحديث النبوي الشريف , ومن الكتب التي كانت تدرس فيها:

1.    شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك مع حاشية الخضري عليه في النحو

2.    شرح ألفية بن مالك للأشموني مع حاشية الصبان عليه في النحو أيضاً

3.    صحيح الإمام مسلم بن الحجاج القشري في الحديث

4.    جمع الجوامع في أصول الفقه

ــ  من طلابها في  هذه المرحلة: الشيخ محمد العالم , والشيخ محمد نجيب سراج الدين ,والشيخ أحمد الكردي , والشيخ عبد الله حماد[3]

في سنة 1340هـ وخلال حركة النهضة العلمية التي قادها الأستاذ يحيى الكيالي، ضُمت هذه المدرسة إلى المدرسة العلمية في (الخسروية) وصار طلاب المدرسة الخسروية ينتقلون إليها، لتلقي دروس النحو على شيخها الشيخ أحمد كردي , لكن هذا الأمر لم يدم أكثر من عام واحد، حيث أعيد الطلاب إلى مدرستهم الأم (الخسروية) , وأخذ نشاطها العلمي يضعف ولم يعد فها سوى درس شيخها أحمد الكردي في النحو[4] وطلاب الشيخ أحمد الكردي فيها أكثر من أن يحصيهم العدُّ , نذكر منهم على سبيل المثال: الشيخ معروف الدواليبي , والشيخ ناجي أبو صالح , والشيخ عبد الوهاب سكر , والشيخ عمر مكانس , والشيخ محمد بلنكو, والشيخ أمين الله عيروض , والشيخ أحمد قلاش , والشيخ محمد زين العبدين الجذبة وغيرهم[5]

 

وفي سنة 1364هـ , تخلى الشيخ أحمد كردي عن دروسه لولده الشيخ محمد مهدي الكردي، وفي سنة 1368هـ , صدر قرار بتوحيد المدارس الشرعية, فعادت هذه المدرسة وضُمت إلى المدرسة الشعبانية، لكن شيخها 

الشيخ محمد مهدي الكردي رفض الانتقال إلى المدرسة الشعبانية، لأنه رأى في ذلك مخالفة لشروط الواقف , فأخذ طلاب المدرسة الشعبانية ينتقلون إليها، لتلقي دروس الفقه الحنفي والنحو على شيخها المذكور، كذلك لم يدم هذا الأمر طويلاً، إذ سرعان ما توقف التدريس الرسمي فيها في حدود سنة 1370هـ         وأصبحت غرفها مأوى لطلاب العلم الغرباء, لكن دروس الشيخ محمد مهدي لم تتوقف إلى أن انتقل الشيخ إلى جوار ربه سنة 1385هـ , وبوفاته توقف التدريس فيها نهائياً, و أُخرِج طلاب العلم منها[6] وأصبحت جامعاً , تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة.

 تقع هذه المدرسة في حي الفرافرة أمام قلعة حلب , في طرفها الشمالي , في أول جادة زاوية النسيمي ,  وتطل عليها القلعة من جهتها الجنوبية , وإلى شرقيها يقع مبنى البلدية الذي أصبح فيما بعد دائرة الهجرة والجوازات , يفصل بينهما الشارع المؤدي إلى القلعة , وتعتبر هذه المدرسة من المدارس المعلقة , فهي مبنية فوق دكاكين مطلة على الشارع , يدخل إليها من باب في شماليها يصعد إليه بدرجات وإلى يمين الباب مئذنة متواضعة وينفتح الباب على ساحة مستطيلة تقع في جهتها الجنوبية قبلية المدرسة وفي جهتها الشرقية غرف الطلبة المجاورين وفي جهتها الغربية غرفتين كبيرتين كانتا للمدرسين وقد فصلتا حالياً عن المدرسة واستولى عليهما بعض الشيوخ وجعلهما زاوية له , وفي جهتها الشمالية غرفتين صغيرتين أيضاً للمجاورين

المدرسة الإسماعيلية

 

[1] أنظر نهر الذهب 2/108 وإعلام النبلاء 3/349

 

[2] أنظر ترجمات هؤلاء الشيوخ في مكانها من كتاب علماء من حلب في القرن الرابع عشر للمؤلف

 

[3] انظر المصدر السابق

 

[4] أنظر نهر الذهب 1/135 وإعلام النبلاء 3/160

 

[5] أنظر ترجماتهم في مكانهم من كتاب علماء من حلب في القرن الرابع عشر للمؤلف

 

[6] انظر تفصيل ذلك في ترجمة الشيخ أحمد كردي، ثم ولده الشيخ محمد مهدي في كتاب علماء من حلب في القرن الرابع عشر للمؤلف

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين