كلمة عن كتاب : السيرة النبوية في شرح القصيدة المرادية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فتعود قصة هذا الكتاب إلى أوائل شهر رمضان عام 1423 حيث كنا في دعوة مع بعض الإخوة في جدة ، وقام الأخ الدكتور محمد نجيب المراد ينشد آخر قصيدة له (يومئذٍ) يمدح فيها سيد الأولين والآخرين r ، وأصغيت آنئذٍ له إصغاءً جعلني أمضي مع أحداث القصيدة خطوةً خطوةً ، وكان عدد أبياتها يومئذٍ : 170 بيتاً ،
أعجب الحاضرون بما سمعوا من شعرٍ جيدٍ ، ومعانٍ عظيمةٍ ، ومدح صادقٍ لحبيب رب العالمين r ، وجعلوا يكيلون الثناء على الشعر والشاعر – وهو أهل لذلك - ، إلا ما كان مني حيث فطنتُ لأمرٍ غاب أو كاد أن يغيب عن الجميع ، فقلت له : يا أبا عبد الله ، قصيدتك هذه أتت على ذكر سيرة النبي r كاملة باستثناء الغزوات ، فلو أضفت إليها الغزوات لوجدت السيرة الشريفة متكاملة بهذه القصيدة .
فعل هذا الرأي فعله عند أبي عبد الله ، وأخذت هذه الفكرة مأخذها ، فما هي إلا أيام وقبل أن ينقضي الشهر الكريم قام – يحفظه الله – ينشد القصيدة والتي سميت : العروس ، وأصبح عدد أبياتها – بعد إضافة الغزوات - 202 بيت ، واقترحت أن يكون اسمها : البردة المرادية ، لكن بعد شرحها رأى بعض الإخوة أن تفسح من وزارة الاعلام باسم : القصيدة المرادية .
وقد شرح الله تعالى صدري لشرحها شرحاً علمياً فبادرت متوكلاً على الله تعالى ،
وهذا منهجي في الشرح :
· أشرح الكلمات الغريبة الواردة في البيت
· أذكر المعنى الإجمالي للبيت أو الأبيات
· أذكر الآيات الكريمة التي نزلت في المناسبة ، أو أنها تتعلق بها
· أذكر الحديث الشريف أو القصة أو الحادثة في المتن ، وفي الهامش أذكر التخريج : اسم الكتاب بالجزء والصفحة واسم الراوي .
· أترجم للأعلام الذين يرد ذكرهم سواءً في القصيدة أو في الشرح
· أرجع فيما يذكره الناظم إلى كتب السيرة وأنقل منها
لمحة خاطفة عن بعض ما اشتملت عليه القصيدة من موضوعات :
بدأ الناظم القصيدة معاتباً لنفسه متهماً إياها بالتقصير والتسويف ، وأن خوضه غمار بحر المديح لسيد ولد آدم r هذا شيءٌ فوق طاقاته وإمكانياته
ثم يعرض الفخر والشرف الذي وصل إليه المادحون لرسول الله r ، ويتبع ذلك بدخوله إلى المديح معدداً شمائل النبي r وعناية الله تعالى به منذ تنقله بين الأصلاب والأرحام ، مشيراً إلى كونه ابن الذبيحين ، والمراحل التي مرَّ بها r في طفولته ثم اشتهاره بين قريش بالأمين .
ثم تعرفه على السيدة العظيمة خديجة y من خلال التجارة بمالها ، ثم زواجه منها y ، وخلوته بغار حراء ،
ثم نزول جبريل u بقول الله تعالى : إقرأ ، وتكليفه بالدعوة إلى الله تعالى ، وكيف سبق المستضعفون إلى الإيمان به r ، بينما كذبه كثير من الأقربين .
ويذكر طرفاً مما ابتلي به بعض الصحابة y مثل بلال وآل ياسر وغيره ، ثم الهجرة الأولى للحبشة .
ويذكر رحلة الإسراء والمعراج ، ثم نجاته r حين تآمرت قريش عليه ، وهجرته المباركة إلى المدينة المنورة ، وما صاحب ذلك من معجزات في غار ثور وفي الطريق مع سراقة وأم معبد .
ثم الاستقبال العظيم في طيبة الطيبة ، ويمتدحها مدحاً يليق بها ، ثم يشيد مادحاً بالخلفاء الأربعة y وباسيدة فاطمة وابنيها الحسن والحسين y .
ثم يبدأ بذكر الغزوات غزوةً غزوةً مشيداً ببعض الأبطال من الصحابة y وعلى رأسهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب t ، ويعرج على صلح الحديبية ، وعن عفوه r يوم فتح مكة عمن قاتلوه وكذبوه وآذوه : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
يعود بعد ذلك إلى التغني بالأخلاق النبوية والشمائل المحمدية .
ثم يتوسل إلى الله تعالى أن ينعم بجوار حبيبه r في الآخرة
ثم يعرض في أبيات مؤثرةٍ إلى حالة الضعف والهوان التي يمر بها العالم العبي والإسلامي
ويختم القصيدة بدعاء جامع شامل ،
نسأل الله تعالى أن يستجيب الدعاء ويحقق الأماني ، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله الذي بعمته تتم الصالحات
وكتبه : د . محمد حاتم الطبشي
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول