البويهيون

البويهيون

عبد المعين الطلفاح

 

تنسب هذه الأسرة إلى بويه بن فنّا خسرو الديلمي الفارسي، ويعتبر علي بن بويه (ت: 366 ه) المؤسس الأول لدولتهم، التي بقيت قائمة في فارس والعراق أكثر من قرن من الزمان، كان أول ظهور لهم في منطقة (كرج) في فارس مطلع القرن الرابع الهجري، ثم توسعوا بعدها حتى استولوا على إقليم فارس كله، وفي سنة: (334 هـ) دخلوا بغداد دون قتال، وأظهروا الطاعة للخليفة العباسي، وأضفى عليهم الخليفة الألقاب.

استغل البويهيون بعد ذلك ضعف الخلافة العباسية؛ فأخذوا يظهرون تشيعهم، بل شجعوا على الأعمال الاستفزازية ضد أهل السنة، فوقعت بينهم وبين أهل السنة الكثير من الصدامات، أزهقت فيها أرواح وممتلكات كثيرة، وأعلنوا في بغداد لعن معاوية، والخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم، وكان الخليفة العباسي لا يقدر على منع ذلك(*)، ثم أقاموا لهم مراكز متخصصة في التأليف والتعليم؛ لنشر تشيعهم في بغداد والنجف وغيرها، ولم يكن لأهل السنة قوة تردعهم؛ وذلك لكثرتهم، وقوة سلطانهم في بغداد، فقد أصبحوا الحاكمين الفعليين في بغداد، وبقي أمرهم على ذلك حتى دخل السلاجقة بغداد، بقيادة السلطان: طغرل بك عام (447 هـ) وخلَّص بغداد منهم، وانتهت بذلك دولتهم على يديه.

توجه طغرل بك بعد دخوله بغداد إلى همذان، حيث أخوه إبراهيم ينال، الذي تمرد عليه -بعد أن كان طغرل قد أرسله لفتح تلك البلاد، ففتحها وجعلها قاعدة له-؛ فانتصر عليه طغرل بك، وأعاد تلك البلاد إلى سلطنته.

 

(*) ينظر: العبدة، محمد العبدة، أيعيد التاريخ نفسه (لندن: المنتدى الإسلامي، ط 3، 1419/1999) ص: 63.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين