مثل
مئات المسائل الفقهية التي يجتهد فيها أئمة الإسلام من المذاهب الأربعة وغيرهم من
أجل استنباط الحكم الشرعي وفق القواعد الأصولية والمقاصد الشرعية والدلالات
اللغوية اجتهدوا كذلك في زكاة الفطر فخرجوا برأيين شرعيين صحيحين لا غبار عليهما.
:
١-إخراج زكاة الفطر من أصناف الطعام المنصوص عليها في الحديث أو
مما يقاس عليها كالرز ونحوه.
٢-إخراجها قيمة نقدية بحيث تحقق مقصد الحديث في إغناء الفقراء عن
السؤال يوم العيد.
.
وأنت
أخي المسلم تبرأ ذمتك يقينا باتباعك لواحد من هذين الرأيين.
وليس
في أي منهما مخالفة للدليل الشرعي، ولا في أي منهما رائحة البدعة لا من قريب ولا
من بعيد.
.
أما
البدعة المنكرة والتي تستوجب غضب الله تعالى فهي الطعن في العلماء الذين هم ورثة
الأنبياء والذين تلقتهم الأمة بالقبول، خاصة المذاهب الأربعة حيث يضم كل مذهب منهم
مئات العلماء، فحينما تقرأ مثلا ؛ أن هذا مذهب أبي حنيفة فهو ليس مذهب شخص اسمه
أبو حنيفة، بل هو مذهب مدرسة زاخرة بمئات العلماء والمحققين من فقهاء ومفسرين
ومحدّثين ولغويين، فانظر أين أنت من دين الله إذا اتهمت هؤلاء جميعا بالجهل أو
الابتداع أو مخالفة السنّة؟
.
إن
مجرد خوضك في هذه المسألة من دون علم ولا استكمال شروط الاستنباط فقها ولغة فأنت
والله آثم آثم، فكيف إذا جمعت إلى ذلك سوء أدب وجرأة على الطعن بأئمة السلف وعلماء
الإسلام؟
.
يا
إخواني يا أخواتي والله إن هذه لا تستوجب كل هذا الجدل، فكل مسألة كان لأئمة
الاجتهاد فيها أكثر من رأي فهذا دليل على أنها مسألة اجتهادية يجوز لنا الأخذ بأي
قول من هذه الأقوال دون تكلف ولا تحرج. وهذا ما عليه المسلمون في أغلب عباداتهم من
صلاة وصيام وزكاة وحج، وأحكام معاملاتهم من زواج وطلاق وبيع وشراء ..الخ
.
فلا
تفتحوا ثغرة للشيطان، ولا تسمحوا للجهلة أن يحدثوا بينكم هذا اللغط وأنتم والله في
غنى عنه.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول