الاستغفار
بمناسبة شهر رمضان ، ونحن في أوسطه ، (وأوسطه مغفرة) أحببنا أن نُقدِّم للقراء الكرام كلمة قديمة كنت كتبتها عن الاستغفار وستكون في حلقتين وهذه أولاهما:
الأمر به والحض عليه:
قال الله تعالى:[ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ] {محمد:19}.
[فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا] {النَّصر:3}.
[وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا] {النساء:106}.
وفي الحديث القدسي: (يا عبادي إنكم تخطؤون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لك) مسلم.
وروى مسلم: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم).
طلب المغفرة:
الاستغفار طلب المغفرة من الله تعالى.
وقد أمرنا الله تعالى في كتابه أن ندعوه وأن نسأله المغفرة [سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ] {البقرة:285}.
[وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا] {البقرة:286}.
كما أمرنا بالمسارعة والمسابقة إلى المغفرة، فقال: [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ] {آل عمران:133} .
[وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ] {آل عمران:133}.
استغفار الرسل:
الرسل الكرام مع سموِّ قدرهم ورفعة مرتبتهم، وعصمتهم من المعاصي كانوا يستغفرون لأنفسهم وأممهم.
قال تعالى في آدم وحواء عليهما السلام:[قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ] {الأعراف:23}.
وقال تعالى في نوح عليه السلام حين سأل ربه عن ابنه ونهاه عن ذلك، لأنه كفر، وكان من المغرقين، فاستغفر من ذلك: [قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الخَاسِرِينَ] {هود:47}.
ومن دعاء نوح:[رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا] {نوح:28}.
وقال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام:[رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ] {إبراهيم:41}.
وقال تعالى على لسان إخوة يوسف عليه السلام:[قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ] {يوسف:98}.
وقال تعالى على لسان موسى عليه السلام:[قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ] {الأعراف:151} .
وقال بعدما قتل القبطي الظالم المعتدي على رجل من بني إسرائيل، إذ قتله خطأ:[قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ] {القصص:16}.
وقال تعالى يخاطب نبينا صلى الله عليه وسلم:[وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا] {النساء:106}.وقال تعالى:[ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ] {غافر:55}. وقال تعالى:[فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ] {محمد:19}.
استغفار النبي صلى الله عليه وسلم :
وفي الحديث الشريف: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني.
اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي.
اللهم اغفر لي ما قدَّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت إلهي لا إله إلا أنت). البخاري ومسلم.
وقال تعالى [إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا(2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا(3) ]. {النَّصر}..
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه سورة [إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ]إلا يقول: سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي).
وكان يقول في سجوده: (اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه، دقَّه، وجلَّه، أوَّلَه وآخره،وسره وعلانيته).
وكان يقول بين السجدتين: (اللهمَّ اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني)، وكان يقول بين التشهُّد والتسليم: (اللهمَّ اغفر لي ما قدَّمت وما أخَّرت، أنت المقدّم وأنت المؤخّر لا إله إلا أنت) رواه مسلم.
وكان إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثاً. وقال: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام).
وفي الحديث الشريف: (إنه ليغان على قلبي ـ المراد بالغين: فترات عن الذكر الذي يداوم عليه، فإذا فتر عنه لأمر ما، عدَّ ذلك ذنباً ـ وإني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة).
وفي الحديث أيضاً: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة). البخاري.
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معصوم يُؤْمر بالاستغفار، ويكثر منه، فما الظن بغيره.
وكان صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار، لأنه كان يستقصر نفسه لعظم ما أنعم الله عليه، ويرى قصوره عن القيام بحق ذلك ذنوباً.
الاستغفار عقب الطاعات:
يعجز الإنسان لضعفه عن أداء الطاعات على وجهها الأكمل وبخشوعها الأتم، لهذا شرع لنا الاستغفار في أعقابها.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً..
وفي حديث سلمان في فضل رمضان قوله صلى الله عليه وسلم: (استكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بها ربكم، وخصلتين لا غناء بكم عنها: فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه.
وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار) رواه ابن خزيمة.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا افطر من صيامه يقول: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي.
وقال تعالى آمراً عباده بالاستغفار بعد الإفاضة من المزدلفة في أواخر مناسك الحج:[ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {البقرة:199}.
استغفار المؤمنين للمؤمنين:
[وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] {الحشر:10}.
وروى ابن ماجه: (ما من أربعين مؤمناً يستغفرون لمؤمن إلا شفعهم الله فيه).
نهي المؤمنين عن الاستغفار للكافرين:
[مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ] {التوبة:114}
وموعدة إبراهيم لأبيه عند إعراض أبيه عن الإيمان: [قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا] {مريم:47}.
الكافر محروم من المغفرة:
[إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا] {النساء:48}.
[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ] {النساء:168}.
وقال تعالى مخاطباً نبيه في المنافقين:[اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ] {التوبة:80}.
[سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ] {المنافقون:6}.
من ثمرات الاستغفار:
1 ـ البركة في الرزق وحُسْن المتاع: قال تعالى على لسان نوح عليه السلام [فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا(12) ]. {نوح}..
[وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ] {هود:3}.
المتاع الحسن: سَعَة الرزق ورَغَد العيش.
وقال تعالى على لسان هود عليه السلام: [وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ] {هود:52}.
وروى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل همٍّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب) أبو داود والنسائي وابن ماجه.
2 ـ ومن ثمرات الاستغفار: ثناء الله تعالى على المستغفرين: [الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالقَانِتِينَ وَالمُنْفِقِينَ وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ] {آل عمران:17}. 
[وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ] {آل عمران:136}
3 ـ ومن ثمرات الاستغفار: صقل القلوب ومغفرة الذنوب: قال تعالى:[وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا] {النساء:110}.
وفي الحديث القدسي: (يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ).
(إذا أذنب العبد نكتت نكتة سوداء في قلبه، فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلك الران).
4 ـ الأمن من تعجيل العذاب: [وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ] {الأنفال:33}.
وفي الحديث: (العبد آمنٌ من عذاب الله ما استغفر الله عزَّ وجل ).
5 ـ النجاة من العذاب في الآخرة: قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر النساء تصدَّقن وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكنَّ أكثر أهل النار... قالت امرأة منهن: مالنا أكثر أهل النار؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير ـ يعني الزوج ـ.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
من كتاب (التوبة) للشيخ : أحمد البيانوني ـ رحمه الله تعالى ـ الجزء الأول ص 5ـ45 بتصرف واختصار.
 نشرت 2011 وأعيد تنسيقها ونشرها 7/5/2020

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين