الاستعمار الروسي الجديد

 

القتل والدمار وسياسة الاستعمار والتهجير والقصف الذي طال المنشآت المدنية، أودى بحياة الكثير من المدنيين العزل ودمَّر منازلهم وشرَّدهم في خيام لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف.

ومن خلال تحليل السياسة الروسية على كافة الأصعدة الاقتصادية والثقافية والسياسية، لا يخفى على أي أحدٍ منَّا بأنَّ ما تقوم به روسيا ليس بغرض الدفاع عن أنظمة أو حماية أشخاص معينين، بل يمكن أن نقول: إنَّ سياسة الاحتلال المستقبلي أصبحت واضحة في الأعمال الإجرامية التي قامت بها روسيا، والتي يمكن أن تذكرنا بسياسات الدول الأوربية التي طبقتها على الأقاليم التي احتلتها سابقا لاسيَّما بعد الثورة الصناعية.

فمن الناحية الثقافية نجد روسيا تتبع سياسة تدمير المدارس التي ظهرت جلية في الآونة الأخيرة في سياسة روسيا، والتي تسببت بتدمير عدد كبير منها، وإبعاد أكثر من عشرة آلاف طالب عن مقاعدهم الدراسية مشردين في غابات الجهل عدا عن الشهداء والجرحى اللذين قضوا نتيجة القصف الجوي.

و إلى جانب ذلك -و من الناحية الاقتصادية- اتبعت روسيا سياسة تجويع الشعب من خلال ضرب الأمن الغذائي، وضرب المؤسسات الغذائية، و لا سيَّما الأفران التي تمدُّ الناس بغذائهم الأساسي.

وإذا أردنا الحديث عن السياسة العسكرية، فيجب أن نتحدث عن سياسة الأرض المحروقة، حيث يعدُّ تدمير بيوت المدنيين هواية الطيارين الروس، لإرغام هذا الشعب على ترك وطنه والابتعاد عنه لهدف خطير جدا وهو جعل الأكثرية أقلية، والسيطرة على خيرات البلاد.

ولا تقف سياسة الإجرام الروسية عند حدِّ تدمير المنازل والمساجد، بل تتعداها إلى قصف ممنهج يستهدف المستشفيات، مخترقة بذلك كلَّ الأعراف والقوانين الدولية التي تمنع ذلك، متذرعة بحجة مكافحة الإرهاب.

وهنا لابدَّ من إدراك الخطر المحدق ومحاولة منع تطبيق السياسة الروسية على الأرض السورية، لما لها من أبعاد كبرى لا تحمد عقباها على مستقبل سورية.

المصدر مجلة حبر

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين