الإنسان في القرآن ـ 3 ـ

 

ـ3 ـ
الشيخ مجد مكي
الإنسان ناطقٌ مبينٌ
امتنَّ الله سبحانه على الإنسان بأنه علَّمه البيان، فقال تعالى: [الرَّحْمَنُ(1) عَلَّمَ القُرْآَنَ(2) خَلَقَ الإِنْسَانَ(3) عَلَّمَهُ البَيَانَ(4) ]. {الرَّحمن}. أي : علمه النطق بالكلام والإفهام بالقلم .
فالبيان هو الوسيلة التي يكشف بها الإنسان عن مطالبه وحاجاته ومشاعر نفسه، وينقل بها أفكاره وعلومه للناس، ويتلقى بها أفكار الناس وعلومهم.وعن طريق البيان المنطوق والمكتوب انتشرت العلوم والمعارف ودونت .
وللكلمة أهمية في حياة الإنسان، وإعلان الإسلام وإعلان الكفر يعتمدان على الكلام، فالنُّطق بالشهادتين يُدخل في الإسلام، والنُّطق بألفاظ الكفر يخرج من الإسلام.
وإنَّ كلمة واحدة قد تدخل الجنة، وأخرى قد تدخل النار.
روى البخاري (6477)عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالاً، يرفعه الله بها درجات، وإنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنَّم).
ولأهمية الكلمة أمر الإسلام بصيانة اللسان، وقرَّر أنَّ مِلاك عناصر الخير الموجبة للجنَّة كفُّ اللسان. فقد روى الترمذي(2616) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار... ثم قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبرك بمَلاك ذلك كله)؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه، فقال: (كُفَّ عليك هذا)، قلت: يا رسول الله: وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يُكبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم).
***

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين