الإعلام عمن تولى إفتاء حلب من الأعلام (6)

المفتون في القرن السابع الهجري

5 ـ أحمد بن يوسف الأنصاري

649 هـ. 1251م.

شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الواحد بن يوسف، أبو الفتح الأنصاري السعدي.

كان إماماً عالماً، ومحدّثاً مفتياً، ولد بحلب، وتفقه فيها ودرس، وروى عن شيخه الافتخار الهاشمي، وحدّث في حلب بجزء الأنصاري، بإجازة من ابن طبرزد وأبو اليمن الكندي وغيرهما، وسمع منه أبو حفص عمر ابن العديم، حيث قرأ عليه علم النظر والخلاف وبرع فيهما.

ثم سافر إلى الموصل، وتفقه بها على الجلال الرازي، وسمع الحديث.

استدعاه الخليفة المستنصر إلى بغداد ليدرّس في المدرسة المستنصرية، وعاد إلى حلب بعد عامين وأقام بها يدرّس في المقدميه[1] وفي مدرسة الحدادين[2] إلى أن توفي فيها في التاسع من شعبان، سنة: 649هـ، ودفن بها [3].

6- محمد بن طلحة القرشي

582 - 652 هـ. 1186 - 1254 م.

الشيخ كمال الدين، أبو سالم بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي العدوي النصيبي[4] الشافعي المفتي.

ولد سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة، بالعمرية من قرى نصيبين، وتفقه وبرع في المذهب، وسمع من المؤيد الطوسي، وزينب الشعرية، بنيسابور، وحدّث بحلب، روى عنه الدمياطي، ومجد الدين بن العديم، وشهاب الدين الكفري، والجمال بن الجوخي، وآخرون. وكان ذا جلالة وحشمة

وولي الخطابة في دمشق، ثم ولي فيها الوزارة ثم ترك هذا كله، وعاد إلى حلب، وزهد في الدنيا وانقطع عنها، واكتفى منها بثوب قطن يلبسه، وبقي على هذه الحال إلى أن وافته المنية في حلب، وقد جاوز السبعين.

له كتاب (العقد الفريد) [5] و(الدر المنظم في اسم الله الأعظم) [6] و(مطالب السول في مناقب آل الرسول) [7] وكتاب (في علم الحرف) [8] كما ترك نتفاً[9] من الشعر ذكرها الصفدي[10] في تاريخه[11].

7- محمد بن محمد البلخي

573-653 هـ.

1177-1255 م.

أبو عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عثمان البلخي، ثم البغدادي الحلبي الحنفي، المنعوت بالنظام.

فقيه عالم من أعيان المذهب الحنفي، ومحدث فاضل ومفتٍ ذكي.

ولد ببغداد وتفقه فيها، وسمع بنيسابور من المؤيد الطوسي، وحدّث عنه بصحيح مسلم، كما سمع من علماء بخارى والري وسمرقند، وتفقه بخراسان.

ثم قدم حلب، وأقام بها ودرس بالمدرسة الأتابكية [12] وحدّث وأفتى، وأخذ عنه الحافظ الدمياطي، وذكره في معجم شيوخه.

توفي بحلب ليلة الأربعاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة، سنة ثلاث وخمسين وستمائة هجرية، ودفن بالجبل خارج باب الأربعين [13].

8- محمد بن أحمد بن العديم

590-656 هـ.

1193-1258م.

محمد بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جراده، أخو الصاحب ابن العديم[14].

فقيه من الفقهاء المعدودين، وعالم فاضل، وأصولي، ونحوي، سمع في حلب من أبيه وعمه، وغيرهما، وتفقه على القاضي صاعد بن محمد، وأفتى ودرّس وأقرأ سنين، وتوفي بحلب سنة: ست وخمسين وستمائة [15] للهجرة النبوية الشريفة.

9 ـ شيخ الإسلام علي بن خُشْنام

658 هـ. 1260 م.

شيخ الإسلام جمال الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن خشنام بن أحمد الحميدي الكردي الحنفي الحلبي.

سمع من داود بن الحفاظ معمّر بن عبد الواحد بن الفاخر، ومن جمال الدين الظاهري، وروى عنه الدمياطي في معجم شيوخه، والبدر محمد بن التوزي وغيرهما.

كان إماماً بارعاً مفتياً، أفتى ودرّس واشتغل عدة سنين، وتفقه به جماعة من الأعيان والطلبة، وكان ممن اجتمع فيه العلم والعمل، وانتهت إليه رئاسة السادة الحنفية في زمانه [16].

قتل على يد التتار لدى دخولهم مدينة حلب، ونرجو أن يكون من الشهداء [17].

 

[1] شرع في إنشائها عز الدين عبد الملك المقدم سنة 518 هـ، وأنشأ إلى جانبها خانقاه كبيرة، وهي الآن دائره ولم يبق منها سوى واجهتها، وبابها بهندسته البديعة، وقد كتب عليه (بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما وقفه تقرباً إلى الله تعالى أيام الملك العادل محمود بن زنكي بن آفسنقر عز نصره، الفقير إلى رحمة الله محمد بن عبد الملك بن محمد في سنة أربع وستين وخمسمائة فرحم الله من قراه ودعا بالمغفرة). - تقع المدرسة في محلة الجلوم في الزقاق المعروف بزقاق خان التتن. يُنْظر: إعلام النبلاء، 4/469. والتعليم الشرعي ومدارسه في حلب في القرن الرابع عشر (للمؤلف) ص: 64 وما بعدها.

[2] مدرسة الحدادين: أنشأها حسام الدين محمد بن عمر بن لاجين - ابن أخت الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي- وكانت عامرة حتى أواخر القرن العاشر الهجري، وكان موقعها في درب الحدادين في محلة السفاحيه. إعلام النبلاء، 4/467 وما بعدها.

[3] الجواهر المضية 1/352، والطبقات السنية برقم 412، وإعلام النبلاء 4/402.

[4] نسبة إلى نصيبين: مدينة في الجزيرة الفراتية، وهي في سورية اليوم. فتوح البلدان، 3/786، ومعجم البلدان، 5/233.

[5] طبع في مصر، ا.هـ إعلام النبلاء 4/406.

[6] يوجد نسخة منه في مكتبة عموجه حسين باشا بالأستانة رقمها 346 وانظر ما كتبه في كشف الظنون على هذا الكتاب. ا.هـ إعلام النبلاء، 4/406.

[7] رآه الشيخ محمد راغب الطباخ في مكتبة المدرسة الأحمدية ووصفه في إعلام النبلاء 4/ 407.

[8] منه نسخة في بيت حسبي بحلب ا.هـ إعلام النبلاء 4/406.

[9] النتفة من الشعر: القطعة المؤلفة من بيتين فقط.

[10] الصفدي صلاح الدين خليل بن أيبك: أديب مؤرخ ، له الكثير من المؤلفات في التاريخ والأدب، أهمها (الوافي بالوفيات)، و(أعيان العصر) وغيرها، و(صَفَد) مدينة من مدن فلسطين اليوم.

[11] طبقات السبكي 5/26، وشذرات الذهب 5/259، فهرس الكتب خانه 1/137، وإعلام النبلاء 4/406، والأعلام، 6/175.

[12] أنشأ الأتابك شهاب الدين بن طغربك الظاهري مدرستين في حلب سُميتا بالأتابكية. إحداهما كانت أمام الباب الشرقي لجامع العادلية، وقد انتهى من بنائها سنة: 618هـ، وهي الآن دائرة، وقد أقيم على أنقاضها الحمام المعروف بحمام ميخان، والثانية داخل باب الحديد في محلة الجبيلة، وهي في المكان المعروف باسم الكلتاوية الصغرى، وكانت دائرة المعارف قد أخذتها وأقامت فيها مدرسة، سمتها مدرسة النجاة. انظر نهر الذهب ج2/311 وإعلام النبلاء 2/203.

[13] الجواهر المضية 3/364 ترجمة رقم 1519، والطبقات السنية رقم 2287 والعبر، 5/215 ومرآة الجنان 4/129 وشذرات الذهب 5/261، إعلام النبلاء 4/409.

([14]) فقيه مؤرخ مفتٍ ستأتي ترجمته ت: 660 هـ رقم (10).

([15]) الجوهرة المضية 3/72 ترجمة رقم 1211، والطبقات السنية برقم 1867، وإعلام النبلاء 4/416.

[16] الجواهر المضية 3/72 ترجمة رقم 1211، والطبقات السنية ترجمة 1436، وإعلام النبلاء 4/421.

[17] في يوم الأحد الواقع في التاسع من شهر صفر من سنة 658هـ دخل هولاكو مدينة حلب واستباحها وأعمل في أهلها السيف إلى يوم الجمعة الرابع عشر من صفر فقتل منها خلقاً كثيراً وكان المترجم منهم.