الإشارات والمؤشرات في وضعنا السوري المحترق والمختنق

 

لا تظنوا أني أتكلم خارج اختصاصي 

واعذروني حيث لا أستطيع أن أبتعد عن هموم وطني وأمتي 

أخي !

حتى تكون مطمئنا إلى أن الوضع سليم وصحي وآمن في كل أمر من أمور حياتك فلا بد من أمرين اثنين 

1-- سلامة المؤشر أو المقياس أو الميزان الذي تعتمده 

 2--سلامة (كل )المؤشرات  والعدادات ، فمثلاً

جسمك : إذا كتب جهاز الضغط 210 والحقيقة أنه 100 فصاحبه في مشكلة 

جهاز السكر كتب 400 والواقع أنه 110 فهو مصيبة 

وهكذا ....وإلى آخره. 

سيارتك :

مؤشر البنزين غير السليم يعطيك إمكانية السير ??? كم والحقيقة أنه ليس معك من البنزين مايكفي ل?? كم فأنت لن تصل   

هدفك !!

مؤشر ضغط هواء الإطارات إذا كان غير صادق فأنت في خطر !!

مؤشر الحرارة يعطيك (عادي )والحرارة مرتفعة جداً هنا أسأل الله أن يحميك ويحفظك  !!!

وهكذا في كل جوانب حياتنا فإننا إذاتعاملنا مع مقاييس غير صادقة وغير آمنة فلن تكون أمامنا إلا الكوارث 

إذن نحتاج 

1- إلى سلامة ومصداقية المؤشر  نفسه 

 2- سلامة ومصداقية ( كل المؤشرات )

بمعنى أن صدق مؤشر واحد لا يكفي 

فلا يكفي أن يكون ضغطك سليماً والسكر مرتفع وووو....إلخ 

ولا يكفي  لسيارتك صدق مؤشر البنزين والحرارة عالية أوالزيت مفقود 

وهكذا ....

 

ولننتقل إلى المؤشرات في وضعنا السوري  المحترق والمختنق 

--------

1-هل هي  كلها صادقة وأمينة ؟

مقياس البذل والعطاء في سورية ضوؤه أخضر وممتاز   و يشهد له الكم الهائل من الشهداء والجرحى والمعوقين والمهجرين 

 

أما مقياس وحدة الكلمة والتعاون والقيادة الواحدة فإنه أحمر وكأنه يقول لنا: إن البذل والعطاء وحده لا يكفي ما دام الانقسام موجوداً، بل نحن إلى هزيمة ماحقة  في ظل هذا التشرذم بين الفصائل ويؤسفني أن تكون ( إسلامية ).

مقياس الصبر والصمود عند أمتنا جيد جداً وليس له نظير ولكن مؤشر الأنانية وتعددالرايات والإيديولوجيات عند الكثيرين ينذر بأعظم خطر 

 مقياس كمية الدعم ولا أفضل منه ولكن هل الداعمون (والإسلاميون بالذات ) دعموا الثورة والأمة ليخلصوها من الظلم والاستعباد أم دعموا مدارسهم ومؤسساتهم وما يوافقهم من توجهات فكرية تصارعت وباسم الدين على أرض وطني الحبيب 

أصدقكم  أنه لم تدعم الأمة ولا ظلامتها ولم تدعم لتخليصها من الطاغية، وإنما وفي غالب الحالات دعمت المدارس والرايات لتحقيق مكاسب فئوية وحزبية ضيقة 

هذا عدا عن دعم القاعدة وداعش والتكفيريين  وووو

ممن تسببوا لهذه الأمة المنكوبة بهذه الطامة الكبرى  قال تعالى 

( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد )

وحسبنا الله ونعم الوكيل

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين