الإسلام ومراعاة مشاعر الناس -5- و-6-

 

لا تنسَ أدبَ المُناجاة 

 

قال تعالى : {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (سورة المجادلة: 10) . 

وعَنْ عَبْدِ اللّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم "إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ. حَتّىَ تَخْتَلِطُوا بِالنّاسِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يحْزِنَهُ" (رواه مسلم). 

قال الخطَّابيُّ : وإنِّما قال: (ليَحزِنَه) لأنَّه قد يتوهم أنَّ نجواهما إنَّما هي سوءُ رأيهما فيه أو لدسيسةِ غائلةٍ له. أهـ

-6-خُذْ بأدب الاستئذان : 

قال تعالى : {فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} سورة النُّور(28) . 

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا أستأذنَ أحدُكم ثلاثاً فلم يُؤذنْ له فلْيَرْجِعْ »متَّفق عليه. 

إنَّ من حق صاحب البيت أن يقولَ بلا غَضاضةٍ للزَّائر والطَّارق: ارجعْ. فلِلنَّاس أسرارُهم وأعذارُهم، وهم أدرى بظروفهم، فما كان الاستئذان في البيوت إلا من أجل هذا.

وعلى المستأذن أن يرجعَ من غير حرجٍ، وحسبُه أن ينال التَّزكيةَ القرآنية.

قال بعضُ المهاجرين: لقد طلبتُ عمري كلَّه هذه الآيةَ فما أدركتُها. لقد طلبتُ أن أستأذنَ على بعض إخواني ليقولَ لي: ارجعْ، فأرجعُ وأنا مغتبطٌ. لقوله تعالى: وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُواْ فَارْجِعُواْ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ [النور:28]. ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره.

فمن استأذن على الناس ثلاثاً ولم يُؤذنْ له فعليه بالرُّجوع ولا يصرُّ على الدُّخول ؛ لأنَّ في ذلك إيذاءً لمشاعر الآخرين ، وقد تُؤذى مشاعرُه كذلك .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين