الإسلام ومراعاة مشاعر الناس -3-  معرفة أدب التَّناصح

 

من أخلاق المؤمن أن يكون مرآةً لأخيه ، إنْ رأى خيراً شجَّعه على الخير، ورغَّبه فيه، وحثَّه على الاستمرار عليه، وإن رأى خلَلاً، أو خطأً، أو نقصاً، سعى في سدِّه وجبره فقد قال تعالى في محكم تنزيله :" وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لفي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ"(سورة العصر). 

والمنصوحُ امرؤٌ يحتاج إلى جبرِ نقصٍ وتكميلِه، ولا يسلم المرء بذلك من حظِّ نفسه إلا لحظةَ خلوةٍ وصفاءٍ، وهذه اللحظة تكون عند المسارَّة في السِّر، وعندها تؤتي النَّصيحةُ ثمرتَها، ولا يكون النَّاصح عوناً للشَّيطان على أخيه، فإنَّ النَّاصح في ملأٍ يُعين الشيطانَ على صاحبه، ويوقظ في نفسه مداخلَ الشَّيطان، ويغلق أبواب الخير، وتضعفُ قابليَّةُ الانتفاع بالنُّصح عنده. 

قال أحد الدُّعاة: ( لتكنْ نصيحتُك لأخيك تلميحاً لا تصريحاً وتصحيحاً لا تجريحاً ) . 

وقال الإمام الشافعي : " من وعظ أخاه سِرَّاً فقد نصحه وزانَه ، ومن وعظه علانيةً فقد فضحه وشانَه ". وأنشد رحمه الله :

تعمَّدْني بنُصحك في انفـرادي ‍* * * وجنِّبْني النَّصيحةَ في الجماعةْ 

فإنَّ النُّصحَ بين الناس نـوعٌ ‍* * * من التَّوبيخ لا أرضى استماعَهْ 

وإن خالفْتَني وعصيتَ قولـي * * * فلا تجزعْ إذا لم تُعطَ طاعَـهْ

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين