الإحسان في القول والعمل

فسَّر النبي (صلى الله عليه وسلم) الإحسان حيث قال: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك".

فالإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وإبتغاء مرضات الله.

فالمسلم مطالب بتحري الإحسان في شتى أموره وكل أعماله.

لا يتوقف الإحسان عند مجال محدد، كما أنّه لا ينحصر في سلوك بعينه، وإنما يشمل مختلف مناحي حياة المسلم.

ويأمرنا القرآن الكريم بالإحسان في القول في العديد من الآيات الكريمات، قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...) (الإسراء/ 53)، وقال تعالى أيضاً: (وَقُولُوا للناس حُسْناً) (البقرة: 83).

كما يأمرنا القرآن الكريم في أكثر من موضع بالإحسان للوالدين كما في قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (الإسراء/ 23).

وقال تعالى أيضاً: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (البقرة/ 83). وقال عزّوجلّ: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (الأنعام/ 151). يأمرنا القرآن الكريم بالإحسان إلى اليتيم بالحفاظ على ماله، ورعاية حقوقه، قال تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (الأنعام/ 152).

كما أوصانا القرآن الكريم بالإحسان إلى الجار، قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) (النساء/ 36).

- فضل الإحسان:

بشَّر الله المحسنين بحبه ومعيته بالنصر والتأييد، قال تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة/ 159).

وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل/ 128).

حسن ثواب الدنيا والآخرة، والفوز بالجنة، قال تعالى: (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران/ 148). وقال تعالى: (فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة/ 85).

ينقذ الله العبد من المهالك، ويجعل له من كل بلاء عافية، ومن كل ضيق فرجاً، قال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف/ 90).

يهبُ الله لصاحب الإحسان فرقاناً يفرق به بين الحق والباطل وبين طريق الهدى وطريق الشر، قال تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (القصص/ 14).

مجازة المحسنين بأحسن الجزاء وزيادة، قال تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) (الرحمن/ 60)، وقال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس/ 26).

اللّهمّ اجعلنا ممن يسمعون القول، فيتبعون أحسنه.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين