الإبل والشياطين

نص الاستشارة :

أرجو أن أعرفَ حُكم الدين في بعض ما قرأته في كتاب: (عالم الجن والشياطين)، للدكتور: عمر سليمان الأشقر؛ إذ يقول: إنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الإبل خُلقت من الشياطين، وإنَّ وراء كل بعير شيطاناً). ومن أجل ذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مَبَارك الإبل؟.

الاجابة

 

ما جاء في هذا الكتاب عن عالم الجن والشياطين موجود في كتب خاصة منها كتاب: (آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان)، للمحدث محمد بن عبد الله الشبلي المتوفى 769هـ، وبخصوص الإبل جاء في كتاب: (حياة الحيوان الكبرى)، للدميري (المتوفى سنة 808هـ) أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن الصلاة في مَبَارك الإبل فقال: (لا تصلوا في مبارك الإبل فإنَّها مأوى الشياطين).

 

وروى النَّسائي وابنُ حِبَّان من حديثِ عبدِ الله بن مُغَفَّل أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الإبلَ خُلقت من الشياطين) ولم يُعَلِّق على هذا الحديث.

 

وجاء في (نيل الأوطار)، للشوكاني ج2 ص142: حديث ابن مُغَفَّل عند أحمد بإسناد صحيح بلفظ: (لا تُصَلُّوا في أعطانِ الإبل فإنَّها خُلقت من الجن، ألا ترون إلى عيونها وهيئتها إذا نفرت) [قال الهيثميُّ في المَجْمَع: رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال: " «وصلوا في مراح الغنم فإنها بركة من الرحمن»، وقد رواه ابن ماجه والنسائي باختصار، ورجال أحمد ثقات، وقد صرَّح ابن إسحاق بقوله: حدثني] اهـ .

 

ولم يُبَيِّن معنى خَلْقِها من الجن، فقد يكون المراد أنَّ فيها شراً، إذا نفرت وهاجت، فالأمر على التشبيه وليس على الحقيقة على ما أراه.

 

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

بقلم الشيخ: عطية صقر – رحمه الله – (ولد في: 1914 م – توفي في: 2006 م)

 

راجع الفتاوى الإسلامية المجلد العاشر ص 3702، ومجلة الأزهر المجلد 6ص 472و577و627.

المصدر مجلة منبر الإسلام السنة السابعة والأربعون، ذو القعدة 1409 - العدد 11


التعليقات